إن فوز الناشطة الحقوقية والصحفية الشابة "توكل عبدالسلام كرمان"، بجائزة نوبل للسلام للعام 2011م أعادة لنا شيئاً من كرامتنا المغتصبة والمسلوبة منذ أن تربع علي صالح على كرسي الحكم قبل ثلاثة وثلاثين عاماً.
لقد ارتبط اسم يمننا الحبيب طيلة حقبة من الزمن بأعمال العنف والإرهاب والثارات والانفلات الأمني والحروب الداخلية واختطاف السياح وغيرها من الأعمال السلبية.
واليوم وبفضل الله عز وجل أولاً، ثم بفضل الثورة الشبابية المباركة والتي كانت الناشطة الحقوقية والصحفية توكل كرمان من أوائل قادتها، سيذكر اسم اليمن بكل فخر واعتزاز وسيرفع علم اليمن عالياً في حفل التتويج والتكريم والاحتفاء العالمي في محافل الفوز الدولية وبأغلى وأشهر جوائز العالم "جائزة نوبل للسلام"، إن الثورة الشبابية المباركة ستقدم للعالم أنموذجاً عن اليمن الجديد المنشود، يمن ما بعد صالح، لأنه عمل غير صالح ولأن صالحاً أضل وطنه وما هدى.
وتوكــل اليمن هي خير نموذج عن مستقبلنا المنشود والذي خرجنا لأجله إلى ساحات وميادين الحرية والتغيير ولمدة تسعة أشهر.
الإرهاب والسلام نقيضان لا يجتمعان أبداً، وصالح خلال فترة حكمه ربط ربطاً وثيقاً ومحكماً بين اليمن والإرهاب ولقد حاول بشتى أساليبه وطرقه وحيله أن يربط بين الثورة والشبابية والإرهاب وأن يصور للعالم بأن الثورة الشبابية والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ولكن لا يفلح صالح حيث أتى، فلقد جاء الاعتراف بسلمية الثورة وسلامتها وعدالة مطالبها من العالم بأسره وذلك من خلال الإعلان أن حفيدة بلقيس وأروى والقيادية في الثورة الشبابية الناشطة توكل كرمان هي الفائزة بجائزة نوبل للسلام، فشتان بين الثرى والثريا.
لقد أغاظ هذا الإنجاز قلوبهم والله لكأنه أشد وطأة عليهم من الرماح والسيوف والقذائف والبارود وصدق القائل بأن هذا الخبر كان أشد وقعاً على صالح ونظامه من حادثة النهدين ولكنه بالمقابل أدخل الفرح والسرور والبهجة إلى قلوب مئات الملايين من اليمنيين والعرب والمسلمين.
ولقد حاولوا من خلال أجهزة الإعلام الممولة من عرق جبيننا أن يغضوا الطرف عن هذا ا لإنجاز العالمي البديع، ولكنهم كمن يحاول أن يغطي عين الشمس بمنخل.
بل الأدهى والأمر من ذلك أنه – أي الإعلام- تم نسب هذا الإنجاز وإضافته إلى إنجازات رأس النظام الفاسد في اليمن والذي ينسب إليه كل شيء حتى حملات مكافحة البعوض، فلقد كان صالح وراء هذا الإنجاز، بل رجل السلام الأول في العالم – حسب زعمهم.
وفي اليوم الثاني تصدرت صور المناضلة توكل كرمان الصفحات الأولى في معظم الصحف العربية والعالمية، ولكن الصحيفة الرسمية "الثورة" تتصدر صفحتها الأولى صوراً مزيفة لجموع ملايينية وهمية في ميدان السبعين ولم تشر أو تتطرق إلى خبر فوز ابنة اليمن وحفيدة بلقيس وأروى بجائزة نوبل للسلام بتاتاً، واكتفت بنشر بيان المؤتمر الشعبي العام عن المناسبة بدون صورة.
والله لو أن أحد أبناء الطائفة اليهودية المتواجدة في ريدة فاز بأي جائزة عالمية –ليس بمستوى جائزة نوبل- لغمرتني فرحة عارمة، لأن انتماءه لليمن ولأن علم اليمن سيرفع في محفل تكريم عالمي.
فأي قلوب وأي أفئدة وأي وطنية يحمل هؤلاء؟!، إن هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون قولاً، الوطن كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه مختزل في صالح وآل صالح والولاء لهم بنظرهم!.
تهانينــــا.. تهانينا للمناضلة الكبيرة والقيادية الفذة في الثورة الشبابية الناشطة "توكل كرمان"..
ولمن يحاول التقليل من قيمة هذا الإنجاز فكفاها وكفانا فخراً الاحتفاء العالمي بها وبفوزها ومباركات وإشادات وتهاني دول العالم بأسره لها وللشعب اليمني.. ولمن يحاول التشكيك في وطنية وولاء توكل كرمان كان ردها يوم السبت عليهم كالصاعقة على منصة ساحة التغيير وهي تصريح بأن القيمة المالية للجائزة ستوردها إلى خزينة الدولة وأنها ستكون أول الأموال المستعادة إلى خزينة الدولة بعد إسقاط نظام صالح..
والله إن عيني ذرفت الدموع، دموع الفرح عند سماعي لهذا الخبـر وتذكرت الشهيد المناضل المرحوم/ إبراهيم الحمدي عندما أهداه أحد قادة الخليج مجموعة سبائك ذهبية بملايين الريالات كهدية شخصية له، لكنه أوردها خزينة الدولة وقال هذا المال ملك للشعب وذاك لم يكن ليعرفني لو لم أكن رئيساً لليمن.. فالمال إذاً ملك الشعب اليمني.. طيب الله ثراك ورحمته تغشاك وجعل جنة الخلد مأواك يا إبراهيم الحمدي..
وحفظك الله وأطال بعمرك وسدد على طريق الخير خُطاك وكثر بالوطنيين أمثالك يا توكـــل كرمان.
