راهن علي صالح ونظامه منذ انطلاق ثورة 11 فبراير على عامل الوقت، فقد اعتقد علي صالح ونظامه كما اعتقد الكثيرون بان الشباب الذين خرجوا إلى ساحات الحرية والتغيير رافعين شعار (الشعب يريد إسقاط النظام ) لن يلبثوا طويلاً حتى يضيق بهم الوقت والمكان وينفضوا إلى حياتهم واصفاً عملهم هذا (انه زوبعة في فنجان)
لاشك أن الصمود البطولي لشباب الثورة طوال هذه المدة في ساحات الحرية والتغيير متمسكين بثورتهم السلمية رغم امتلاكهم السلاح قد فأجأ العالم وابهر المثقفين والمفكرين والباحثين في تاريخ الثورات مما حدا بالكثير منهم إلى وصف الثورة اليمنية بأنها أنقى واطهر وأنبل ثورة.
على الرغم من استخدام صالح لكافة أشكال القمع ضد المعتصمين سلمياً إلا أن صمود الشباب طوال هذه المدة وتلاحمهم وترابطهم قد افقد صالح صوابه، وافشل حيله، وافزع المساندين له بالداخل والخارج الأمر الذي أدى بصالح إلى أن يُقدم على استخدام ورقته الأخيرة والمتمثلة بجر البلاد إلى حرب أهلية معتقداً إنها ستكون له ملجأ ومنجاة من هذه الثورة،لو أن صالح نظر إلى مصير زين العابدين ومن بعده حسني مبارك والقذافي وفكر قليلاً بمدى إصرار الشباب على المضي بثورتهم حتى تحقق كافة أهدافها لعلم علم اليقين انه لا عاصم له اليوم من أمر الله.
ناشط في الثورة الشبابية الشعبية *
ساحة الحرية- تعز
