إن شباب الثورة اليوم يحملون قادة أحزاب اللقاء المشترك أو من يسمون أنفسهم بالعقلاء والحكماء المسؤولية عن ضياع ثلاثة أشهر من عمر الثورة هباءً، أضاعوها في حوارات ومفاوضات سخيفة لاتسمن ولا تغني من جوع نحملهم المسؤولية عن عودة صالح وهم الذين وعدوا وأقسموا جهد أيمانهم أنهم لن يسمحوا بعودته إلى البلاد ولكنهم أخلفوا وعدهم وأظهرت طريقتهم المثلى فشلاً ذريعاً ثلاثة أشهر غاب خلالها علي صالح ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى ورئيس الوزراء ونائبه.. فماذا فعلو؟ تعللوا وقالوا إنهم يريدون أن يمنعوا إراقة الدماء!! قالوا إنهم يريدون أن يمنعوا الضرر عن المواطنين!! ولكن الجميع يرى اليوم العقاب الجماعي وقد وصل إلى كل بيت وكل فرد.. الجميع بات يرى الدماء الزكية الطاهرة تراق في كل مكان، في أرحب ونهم والحيمة وأبين وتعز وصنعاء..
الحكماء والعقلاء ضحك عليهم السفير الأميركي والسعودي ومندوب الأمم، عاد صالح ودوت مع عودته أصوات المدافع والصواريخ وفاحت رائحة الموت.
أما موقف الشباب الذين فجروا الثورة ومضوا بها وثبتوا وصابروا ورابطوا طوال هذه الأشهر فموقفهم ثابت لا يتغير، فهم لا تهمهم صحة صالح من سقمه ولا تعنيهم عودته من عدمه لأنهم لم يفجروا الثورة مستغلين غيابه أو ضعفه أو سوء صحته وإنهم فجروها لأنهم يؤمنون أنه قد آن الأوان لأن ينتزع الشعب حريته ويسترد كرامته ويستعيد ثرواته المنهوبة، فجروها لأنهم سئموا الاستبداد والاستعباد والظلم فجروها من أجل ملايين الفقراء والبائسين وهم اليوم واثقين أن علي صالح بات يعلم علم اليقين أنه لا يستطيع بكل عتاده وعدته أن يوقف شعباً قرر أن يعيش.
إن الشباب يؤمنون بأن علي صالح مهما بلغ من الدهاء والمكر السياسي فإنه لن يستطيع التلاعب بهم كما تلاعب ويتلاعب بأحزاب اللقاء المشترك لأن الشباب وببساطه (ليسوا طلاب سلطة) ولكنهم أصحاب قضية اسمها اليمن, وإن جلّ ما يستطيع أن يفعله صالح بالشباب هو توجيه الرصاص الذي اعتاد أن يوجهه إلى صدورهم منذ انطلاق الثورة، ولكننا نقول له: إن الشباب الذين قدموا قوافل من الشهداء والجرحى مستعدون لأن يبذلوا من الدماء بقدر ما أنت مستعد لأن تبذل من الرصاص واعلم أنك كلما قتلت منا ثائراً أنبتت الأرض من دمائه ألف ثائر فاقتل منا ما استطعت فالدماء تؤجج الثورة وتشعل النار في صدور الصامتين وإننا نرى أنه إذا ما كان هنالك من حكمة وراء عودتك فإنها حكمة العناية الإلهية أعادتك إلى اليمن ليضعك شباب الثورة في المكان المناسب لك وهو نفس المكان الذي سبقك إليه حسني مبارك.
قسماً بأنا لن نعود إلى الورى أو نستكين *** قسماً بدم الشهداء أن لا نكلّ ولا نلين.
صلاح نعمان
لأننا لسنا طلاب سلطة 1756