قالتها زميلتنا ألطاف الأهدل وقد صدقت: "شعب يمني خاضع بالفطرة، قانع بالبديهة، راضٍ عن أسلوب عيشه بشكل تلقائي، غير قابل للتطور، مجتمع حيواني يُقاد في شكل قطعان جائعة تنسى إنسانيتها بمجرد أن تجد ما يسد رمقها دون أن يملأ الجوف أو يفي بالحاجة".
آه ما أصدق تلك الكلمات وما أمرّها حينما تجد لها أمثالاً في واقعنا، بل من يجسدها في واقعه بعد أن استيقنتها نفوسهم التي تناسوا كرامتها، ورضوا بالمذلة والمسكنة بخشوع، فسبحوا للظالم وحمدوه، واتخذوه من دون الله رباً، وكأن في تقديسه نجاة لهم، فكان لسان حالهم يقول: كفرت الثورة وصبئ الشباب عن دين ولينا الذي يستمد سلطانه من هوى النفس والشيطان، وقالوا ما بال شباب التغيير وقد جحدوا فضل طواغيتنا وسادتنا وكفروا النعمة؟، ألم يكونوا يأكلون من فتات الموائد ويفطرون تمراً وماءاً مما تجود به أياد أهل الخير في البلدان المجاورة، ألم تكن بيوتهم في القرى مشيدة بالطين اللازب، تُضاء بضوء الكواكب؟، ألم يكونوا في رخاء من العيش في مدنهم؟! بعد أن أجر ولي أمرنا الموانئ لجيرانه عشرات السنين، وكان مثالاً في الإحسان إلى الجار القريب، ولم ينسِ الصاحب البعيد ووهب له الغاز والنفط وباع له الثروة وقبلها كرامة اليمنيين بأبخس الأثمان، فسمع الحاكم ذلك وقال لشعبه: "هل وجدتم ما وعدتكم به حقاً؟ قالوا نعم وأشهدهم على أنفسهم بأنهم حمقى، وأضلهم المؤتمري وأخرج لهم غصناً من زيتون، وبصوت له خوار قال لهم هذا عنوان محبتي لكم وجعل على سمعهم وأبصارهم غشواة وخاطبهم: "بثروتكم أنشأنا لكم مدارس وجامعات ودمرنا التعليم، وبنينا الوحدات الصحية وأفشلنا المستشفيات والتطبيب، وهدمنا دولة المؤسسات وأقمنا جمهورية السلطنة العائلية، وبنينا الفنادق، وجعلنا لكم حدائق ذات ألوان من الفساد، فصفق الحمقى وقالوا: لقد جئت بما لم تستطعه الأوائل، وأطرقوا يستمعون لبقية الخطاب بإنصات وإعجاب بالقائد المغوار، فهز السلطان رأسه وقال: شعب عظيم ثم التفت إلى زبانيته قائلاً: هل رأيتم وفاء الشعب للقائد؟ أمطروا عليهم جرعات من الغلاء واقطعوا عنهم الماء والكهرباء ولا تنسوا إخواناً لهم في صنعاء وأبين ضاعفوا لهم الجزاء وحوطوهم بالطائرات لتطهر بيوتهم من الأتقياء ثم قال للقناصة ابدأوا بحماة الوطن الأوفياء ومن يسير على دربهم في تعز وعدن فإنهم أناس يتطهرون، فردد الشعب بلسان الحمقى وبصوت واحد: قائد وفيّ لشعب عظيم" فلوح القائد الصالح بيده للحمقى: أن عودوا إلى منازلكم لا يفتننكم الثوار وقناة سهيل والجزيرة وأخبار اليوم فإنهم لكم أعداء وعليكم بفضائية اليمن فإنها حرز لكم تقيكم الحقيقة وهي لكم وجاء فلا تتركوها فتهلكوا فهتف الشعب بالروح بالدم نفديك يا.....!!
