شهدت فترة سقوط النظام اليمني – الغير منظم – منذ أن بدأت حركة الجماهير اليمنية في ترديد معزوفتها الجميلة (إرحل..إرحل) شهدت هذه الفترة سقوطاً أخلاقياً كبيراً للكثير من قادة وأفراد هذا النظام المتهالك، وظهرت الكثير من الغرائب والعجائب في هذا السياق، وطفا (الزبد) الصالحي إلى السطح بعد أن استقلت (الزبدة) الحرة من أماكنها.
ولكن الأعجب من كل هذا هي حكاية (العم) عبده الجندي، وهو الرجل الذي كتبت عنه أكثر من موضوع صحفي، وكان البعض يلقون ببعض اللوم عليَّ لقسوتي عليه، مبررين إشفاقهم عليه لأنهم (يضحكهم)، وبالفعل كان عبده الجندي (يضحك) الكثيرين، ولكن على حساب الملايين التي (تبكي) وتئن تحت وطأة العذاب الجماعي الذي يفرضه النظام الغاشم، وأقسى من أن تسيل الدماء أن يأتي أحد ليقول إن تلك ما هي إلا أصباغ، جثث جاهزة يأتون بها من المستشفيات، وأصدقكم الحديث أنني حينما أرى منظر عبده الجندي أشعر بـ(الغثيان)، وذلك رغم أنه لم أصب أنا بأذى ولم يصب أحد أقاربي، فما بال الآباء الذين فقدوا أبنائهم، والأمهات اللاتي فقدن أطفالهن، والنساء اللاتي فقدن أزواجهن، في اعتقادي أن الموضوع ليس مجرد (غثيان) يا عبده الجندي، وإنما هو أكثر بكثير!.
ومما كان يشعرني بالشفقة على هذا الرجل، ومما كان يقيد كلامي عنه أنه أنجب ولداً مثل (أبا ذر) ولكن بما أن أبا ذر قد تبرأ من كلام والده – في موقف رجولي – فإني سوف أسمح لنفسي بأن تخرج بعضاً مما في كوامنها تجاه عبده الجندي، وليعلم أن هذا ما هو إلا جزء يسير، والبقية لن أقوله، وهذا ليس احتراماً له لأن من لا يحترم شهداء الله فلا احترام له، ولكن احتراماً للذوق العام ولمشاعر قرائي الأعزاء.
لقد وصل الرجل إلى حالة من و(الركوع) و(الخضوع) فصار يهرف بما لا يعرف، ويوزع التهم، ويكيل الأكاذيب للجميع، وذلك ليس اقتناعاً منه بما أقول، وذلك ما أنا متأكد منه، فالرجل مثقف وواعي، ولكن حب المال والشهرة أعميا عينيه عن رؤية الحقيقة، فصارت ثقافته وعلمه عبئاً عليه كـ.......يحمل أسفاراً، ولكن أسفار عبده الجندي ممتلئة بالأكاذيب والزيف وقلة الحياء!.
أصبح لسان عبده الجندي (أفعى) سامة، تنفث سمها في كل الأجواء وعبر كل القنوات، بل لقد أصبح عبده الجندي (كوبرى) ضخمة تلتهم كل حقيقة منتصبة أمامها، وتزيف للناس كل الأكاذيب، وتسعى الى التقرب زلفا من الزعيم وولده عبر (كسر ظهره) والركوع لهم والانبطاح أمامهم في صورة لا يرضاها أمي جاهل، فما بالك بأحد القوميين العرب كما كان الجندي، ويحمل ثقافة جيدة، وينجب ولداً مثل أبا ذر، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين.
ولقد كان الجميع يترقب من الجندي موقفاً شجاعاً، خاصة مع اقتراب انبلاج فجر الثورة، ومع كل الحوادث التي حصلت مؤخراً، ومع محاولة الكثير من الجهات التابعة للثورة إتاحة الفرصة له كي يعود، حتى ولده (أبا ذر) دعاه إلى العودة إلى صف الشعب في آخر كلمة له عبر (سهيل) ولكن لأن الحياء قد هرب وفر من الجندي فإنه لم يبالي بأحد، ولم يستمع لدعوات العقل، بل استمع إلى دعوات (المال) والشهرة الزائفة، ولم يستفد من تجارب من سبقوه، وهذه سنة الله في المفسدين في الأرض، فكل واحد فيهم يخال نفسه مختلفاً عن البقية، وأنه سيأتي بما لم تأت به الأوائل، وفعلاً لقد جاء الجندي بما لم تأت به الأوائل، لقد جاء بقلة حياء....غيييير!.
ولأن الحديث الشريف يقول : (إن لم تستح فاصنع ما شئت)، فإن عبده الجندي لم يستح، وهاهو يفعل ما يشاء، وهاهو مؤخراً يفتخر بأنه أحد أكبر (أبواق) السلطة و(مزامير) بقايا العائلة، وحتى لغة الاحترام التي كان يتحدث بها عن بعض رموز السلطة وقياداتها كعلي محسن وتوكل كرمان وحميد وصادق الأحمر أصبح لا يقربها، مما يؤكد أن عروضاً وضغوطاً تنهال عليه من جهة القصر الجمهوري، وآخرها حكاية (الخمسين الألف دولار) وهذا ما ظهر على الملأ، أما ما خفي فأشد وأعظم، وربما أن بقايا العائلة تمسك على الجندي ب(مذلة) تهدده بها وهو لا يستطيع أن يرفض لهم أمراً، ولكن مضي الأيام والأسابيع تُظهر لنا معدن عبده الجندي (الرخيص)، وكلما تتابعت الساعات كلما سمعنا من الجندي كلاماً أكثر بشاعة، وتصريحات أشد بغضاً وكراهية لكل الأحرار في هذا الوطن العظيم!.
وبعد أن شبع علي صالح من الجندي تحول الرجل إلى إمام (ولي العهد) أحمد، فصارت تصريحاته كلها دفاعاً عن أحمد رغم أن أحداً لم يكن يتكلم عنه، ولكن لأن الرجل يقبض مصروفه اليومي منه، فقد صار هو ولي نعمته وولي أمره، بل وحتى ربما يخرج عبده الجندي في قادم الأيام بأنه أول المؤمنين بأن علي صالح خليفة أو نبي، وقد قالها أمثاله من المنافقين والدجالين وأصحاب الوجوه (الخسيسة)، ولكن الخسة المندمجة باالضحك، والحقد الأسود الممزوج بالسخرية والاستهزاء هي أهم ما يميز (النجم)عن بقية ممثلي الفيلم الصالحي الذي ستكون نهايته وخيمة لكل من يقف أمام شعب عزم على التغيير، ولن يقف في طريقه أحد، وخاصة إن كانوا أمثال (ضخم الأنف) عبده الجندي!.
ولكن في النهاية أحب أن أذكر _ العبد الفقير إلى مولاه صالح – عبده الجندي أن بعض التسريبات تشير إلى اتهامات لقائد الحراسة الخاصة بالرئيس ومجموعته بأنهم من دبروا محاولة الاغتيال رغم أنهم ضحوا بأنفسهم في سبيل ذاك الفرد، وأيضاً ما سمعناه مؤخراً من اتهام لعبد ربه منصور بأن وزارة الداخلية أحبطت محاولة انقلابية له، وهذه عاقبة سكوته عن جرائم صالح وعدم اتخاذه موقفاً يحسب له في سجلات التاريخ، ولقد بدأت القذائف تصل إلى منزل الجندي، وهي يا عم عبده قذائف السلطة، وهذه السلطة التي تصفق لك الآن تبدو في غاية الاستعداد لأن تستهدفك وتضحي بك في سبيل توفير مادة إعلامية دسمة لقناة سبأ، تصور حياتك أنت بكل ما فيها من عجائب وغرائب في مقابل مادة لقناة سبأ، ويستاهل برد (النظام) من ضيع دفا (الشعب)، وقد صدق من قال : من يهن يسهل الهوان عليه!!.
Tarekal.banna@yahoo.com
طارق فؤاد البنا
إن لم تستحِ فكن عبده الجندي 2750