إلى متى سيظل هذا الوضع جاثماً على صدورنا؟، إلى متى سيظل قطع أرزاقنا؟، إلى متى نظل مرعوبين؟، فلا تجد فرداً من عامة الشعب إلا وهو يشكو حالة من جلوسه في بيته دون عمل بسبب ما تمر به بلادنا من أزمة خانقة في شتى مجالات الحياة، فالموطن البسيط هو من يدفع ثمن عنادكم وتكبركم، فهو المتضرر الأول في لعبة الكراسي في بلادنا، فغالبية فئات الشعب تعيش تحت خط الفقر وليس لديهم سوى ستر الله وما يسد رمقهم وحتى ستر الله سلب منهم، فإلى متى سنظل تحت رحمتكم وحسب أمزجتكم ومن أعطاكم الحق لكي تتحكموا بمقدراتنا ومكتسباتنا ومصائرنا، إلى أين ستأخذونا هل ترتاحون وأنتم ترون أعداد الفقراء والمتسولين يزدادون وارتفاع نسبة البطالة، هل تفرحون برؤية دموع اليتامى والأرامل، هل تسعدون برؤية القتلى والجرحى والدمار والخراب يا أمة الإيمان والحكمة.
عودوا إلى صوابكم، حكموا عقولكم، راعوا ضمائركم، جنبوا الوطن المزيد من الفتن والدمار قتل الأبرياء من جميع الأطراف، أنتم زائلون والوطن باقٍ، فليس من المعقول والمقبول أن تضحوا بشعب من أجل كراسي زائلة، تحاوروا تنافسوا لخير الوطن والشعب، انسوا ولو لمرة انتماءاتكم القبلية والحزبية واجعلوا انتماءكم الأول والأخير للشعب والوطن، فاليمن أغلى منكم جميعاً، فكل ما يجري ليس في مصلحة أحد منكم ولا أحد مستفيد سوى أعداء الوطن المتربصين بناء وحدوا كلمتكم ولتتشابك أيديكم معاً لمصلحة هذا الشعب الطيب، رصوا صفوفكم في السلطة والمعارضة واعملوا معاً نحو بناء يمن جديد يمن النظام والقانون يمن التسامح، فالعالم يتقدم من حولنا ونحن نعود للوراء، فاجئوا العالم بحكمتكم الرشيدة دعونا نسموا بكم أمام العالم بحبكم وإخلاصكم لليمن الحبيب، لتتظافر جهودكم في إخراج البلاد والعباد من هذه الأزمة، ارحموا الشعب يرحكم الله، فقد نسينا طعم الأمان اعيدوه لنا.
لعل ما أصابنا من تشتت في المواقف واختلاف الآراء هو ابتعادنا عن نهج الله جل جلاله وسنة رسوله الكريم، لماذا لا نعود لديننا الإسلامي الحنيف المتسامح، لنعود إلى الله، فلنترك الأحقاد والضغائن ونعمل على تطهير قلوبنا منها ونغفر لبعضنا الهفوات.
إن الله يغفر لعباده أخطائهم وذنوبهم ولو كانت كزبد البحر وهو خالقنا ونحن يأخدنا الكبر والتعالي والغرور وحب الذات، لماذا لا يكون القرآن الكريم منهجاً ودستوراً ينظم حياتنا، لماذا لا نوحد شعارنا ليكون في حب اليمن ومن أجل اليمن لنترك مصالحنا الشخصية جانباً ونضع مصلحة اليمن والشعب أمامنا، لنوحد شعارنا ليكون بالروح والدم نفديك يا يمن، فالدم اليمني غالٍ إلا من أجل اليمن وليس من أجل شخص أو حزب أو قبيلة فلا يجب أن يذهب هباء.
حافظوا على اليمن وسلامته ووحدته، عمروا أزرعوا كونوا معول بناء لا معول هدم، اسمعوا العالم عنا أخباراً تسعده وتذهله بدلاً من أخبار القتل والدمار والاشتباكات، نتمنى أن نسمع العالم عن طبيب يمني توصل لعلاج مرض خطير أو عالم يمني اكتشف عنصراً جديداً أو وصول المنتخب اليمني لكأس العالم لقد افتقدنا سماع أخبار تريحنا ونسعد بها.
وفي الأخير أملنا في الله كبير أن يهديكم لما فيه خير البلاد والعباد وأن تجنبوا الشعب والوطن المزيد من المعاناة وويلات الحروب، فكلنا يمنيون من دم واحد وأصل واحد ودين واحد، تحاورواً من أجل اليمن لأن اليمن أغلى.
ريما أحمد
اليمن أغلى 1991