;
فواز العبدلي
فواز العبدلي

تلامذة المدرسة الديكتاتورية 1939

2011-09-28 04:22:53


أصبحت الخطابات الشفهية التي مازال يكررها علي صالح حتى اللحظة مملة وغير موثوق بها في الوسط الشبابي الثوري كونها فاقدة لروح المصداقية والوضوح، كنا نأمل بعد عودته من السعودية أن يأتي بشيء جديد ومرضي لكن كل ما حدث عكس التصور تماماً، فالسيناريو الذي مازال يتكرر هو سيناريو قديم وتقليدي غير مجدي يكاد أن يكون خالٍ من روح المسئولية الوطنية، فالصورة التي أبدها القذافي مقارنة بالصورة المقنعة التي مازال يخفيها علي صالح على حد سواء في الشكل والمضمون، فالخبز من ذاك العجين.
 المدرسة هي المدرسة التي تعلم بها الجميع (المدرسة الدكتاتورية) التي تخرج منها كل الحكام العرب فأصبحوا جنوداً مجندة يأتمرون بأوامر معلميهم ليخوضوا تجربة عسكرية حامية الوطيس ضد شعوبهم المقهورة، ومعارك شرسة لا تفرق بين شيخ كبير أو طفل رضيع بات يعاني أزمة بالدواء والحليب. ليس هناك فرق بين شخص وآخر في هذه المدرسة، فالمنتميين إليها سواسية في النهج والبشاعة، الدكتور (الأسد) لا يختلف كثيراً عن الفيلسوف (القذافي) والفيلسوف لا يختلف أيضاً عن شاوش اليمن فالأنظمة العربية اعتادت ألا تتخاطب مع شعوبها إلا بالقوة ولا تتحدث إلا بلغة العنف مرجعيتها أسماء سموها بأنفسهم شرعية دستورية مزعومة وكتاب أخضر سرعان ما تحول إلى كتاب أحمر أكل الأخضر واليابس.
 مما لا شك فيه ما يحدث اليوم في واقعنا العربي وبالذات في الدول التي اندلعت فيها الثورات هو سيناريو متشابه يتنقل من بلد إلى بلد أخر، إبادة جماعية للنسل والحرث، استخدام مفرط للقوة والأسلحة الثقيلة ضد المتظاهرين السلميين الذين لا حول ولا قوة لهم دون أي مبرر.
 المشهد هو نفس المشهد في كل البلدان العربية التي تسعى للتحرر من حكامها. ما الذي جعل هؤلاء الأشخاص يتعالون ويتطاولون على أبناء شعوبهم ويرمونهم بتلك التسميات الساخرة والاتهامات البذيئة الجرذان العملاء مدمنين المخدرات, وهم على يقين بأن فيهم أبشع الصفات هذا المنطق ليس منطق الزعماء أو القادة يا ( قادة العرب)، وإنما منطق السفهاء.
يا من تدعون الوطنية وتزعمون بأنكم قادة العرب وحماة الأوطان من الذي أعطاكم الحق لتكونوا أمراء علينا وانتم بهذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي والإنساني, لقد نصبتم أنفسكم علينا ولم تقدموا أي شيء جميل كي تحظوا باحترامنا, أطلقتم على أنفسكم زعماء وقادة وأنتم ليس بزعماء، نهبت ثروات الأوطان وقتل الشباب والأطفال في عهدكم كي تستمتعوا بنشيج الثكالى وتعيشون على أقوات المساكين ربما, هل أصبحت عندكم السلطة شهوة وقتلنا إدمان كي تظلوا على الكراسي حتى قيام الساعة.

نحن شباب الثورة لم نخرج من أجل البحث عن الزعامات أو المناصب السياسية، بل خرجنا من أجل أن نعيش بكرامة ونحس بالقيمة الحقيقة للحياة المكفولة بمستقبل مزدهر لكل أبناء الوطن الحبيب, فلماذا ترمونا بالرصاص ونحن نرميكم بالورود هل جزاء الإحسان إلا الإحسان وهل جزاء من صبر عن الظلم والجوع سنوات طويلة أن يتلقي الرصاص الحي بصدره العاري أو يلقى حتفه. نحن لم نخرج لنموت بل لنعيش، فالذي أخرجنا من بيوتنا إلى الشوارع هو شيء فقدناه في الماضي.
 كنا أطفال وترعرعنا حتى صرنا شباناً, تعلمنا وصارعنا أمواج الحياة وشغف العيش بكل ما أوتينا من قوة, تخرجنا من الجامعات إلى واقع مجهول ليس لنا مستقبل واضح ولا ندري إلى أين المصير, النظام مازال هو النظام والممارسات هي نفس الممارسات والأفراد هم الأفراد الذين عهدناهم من ذو طفولتنا وهم يتنقلون من كرسي إلى أخرى ومن وزارة إلى وزارة والأوضاع تزداد سوءاً بين اللحظة والأخرى كل يوم يمر علينا أسوأ من الآخر، صبرنا حتى تقطعت بنا السبل لم نشعر يوماً ما بلذة العيش منذ أن ولدنا, حتى وصل بنا هذا النظام إلى طريق مسدود كدنا أن نهلك فمن الله علينا بالثورة المباركة.
   يا قائد الثورة أيها البطل المخضرم أيها الزعيم أنت لم تمت قط لأنك مازالت حياً في نفوسنا وحاضراً في صفوفنا, يا ابن تونس الخضراء حسناً أنت لم تشعل النار على جسدك الطاهر، بل أشعلت ثورة أعادت للأمة كرامتها, لو كنت تعلم أن موتك سيشعل ثورة كنت فعلتها ما انتظرت دقيقة واحدة متنا فيها ألف مرة, والله لو عدت إلى الدنيا لأحرقت جسدك مليون مرة كي يعلم من تخلف عن الثورة أن صمته عار.
يا من تسمون أنفسكم زعماء العرب هل أنتم قدراً علينا لتحكمونا مدى الحياة أم أنكم رسل أرسلكم الله، والله لو كان ذلك حقاً لكفرنا بكم من ذو الوهلة الأولى.
 قسماً لن تمروا وأيدكم ملطخة بدمائنا, لن تستطيعوا الفرار من أمامنا حتى وإن استمريتم بقتلنا ستغرقون بدمائنا وستموتون أبشع موته, ستطاردكم اللعنات والويلات حتى قبوركم ولن تناموا بعد ذلك قط.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد