قال وقيل:
قيل عاد ولا أدري ماهي هذه العودة وهل كانت بخفي حنين أم بعشرين عملية تجميل ظاهري ودون وجود أشبه ما يكون بعملية تجميل روحي في بلاد الطهر والحرمين ، قيل والعهدة على الراوي ولأني أحيانا أقع في براثن الشك فقد ساقني عقلي الغافل عادة والمبتكر أحيانا أنها حكاية من خرافات الخراطين في بلادنا ، وكأنني لم أعد أثق بشيء أو لم أصدق شيء سواء كانت كل الدلائل لمصداقيته ، والأسباب كثيرة ، وأولها ما حدث في تلك الليلة الدامية والرهيبة والقصف والتدمير واستنفار ملايين الريالات أو مليارات مستودعات الجيش من القذائف المتنوعة وحالة الاستنفار القصوى التي اجتمع فيها كل بقايا النظام البائد من قتلة وسفاحين ومسؤولين وعسكر وإبطال وقوات خاصة ومكافحة إرهاب الشعب ، ومدرعات حامي الحمى من الثوار المحتلين أصحاب الأفكار السوداء التي يريدون بها الاستيلاء على شرعية فاطمة وآمنة وأخواتها ، ويتركون الكساد لتونة تحفة والماء أبو سبعين وأكياس الخبز اللبناني ، يريدون أن يصبح السبعين موقف للسيارات وفيه قاعة العروض الكبرى والاستعراضات الكبيرة سواء كانت بمناسبة أو لغير مناسبة ، وللجيش أو لعاقل حارة السبعين وجمهوره ، وحين انبلج ضوء الصباح بعد تلك الليلة الكئيبة والتي عايشناها بكل قلق وهلع وخوف أشرقوا علينا بقصة مفادها الرئيس عاد ، وكأنها كانت مجرد ليلة للفرحة ولكن على طريقة القذائف المدفعية والآر بي جي ، ورشاشات الأسلحة سواء خفيفة أو ثقيلة أو متوسطة أو صغيرة.
ليته لم يعد:
صدقوني أن الحسم اقترب حينها كثيراً ولو لم يحس بخطورة الحسم الثورة الذي اقترب وظهر بوجه آخر من الجدية لما عمل على تشغيل العقل الشيطاني في سرعة التصرف والمراوغة والخداع ، والمماطلة وكل هذا من أجل قهر الأعداء المحتلين الذين جاؤوا من المريخ لكي ينهبوا الشعب ، وكان الشعب أصبح في رفاهية ولم نعد نخاف إلا على ممتلكاته وثرواته التي تضاهي سويسرا مثلاً ، وكأننا في حقيقة الأمر لسنا سوى أداة يحركها من يريد في وقت ما يشاء ، ويتركون لنا البكاء على أرواح الشهداء الطاهرة ، وتذكروا أنهم لن يصبحوا شهداء ولن يخلدهم التأريخ إلا إذا كتب الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة النصر ، عاد متخفياً بستار الليل برداء الخوف وترك لنا حرية التوقعات التي لا تنتهي والتخمين والتفكير ونسيان ما حدث في تلك الليلة السوداء أسأل الله أن لا يعيدها أبداً ، ليتكرر المشهد خلال24ساعة وتعيش العاصمة في ليلة أخرى من أسوأ الليالي التي عشتها على مدى عمري.
فرحة مشتركة:
الفرحة التي حاول بعض المؤيدين لثورة الشباب بعود الزعيم المخلوع والغير شرعي أن يعتبروها إنصافاً وطلباً لمحاكمته لا أعتبرها أنا إلا ضربا من ضروب الخيال ، وبما أننا لم نستطع أن نسقط نظامه فلما نوهم أنفسنا بإمكانية محاكمته ، والأعجب دعوة البعض له بتسليم نفسه لأقرب قسم شرطة ، ويبدو أنهم نسوا أن أقسام الشرطة لا تزال تابعة مباشرة للنظام البائد والذي لم نستطع أن نسقطه من عقولنا لنفكر بما يتوجب علينا عمله لكي نفرض واقع المستجدات منذ حادثة النهدين الشهيرة ولا ندري هل كانت على طاولة الغداء أم كانت في المسجد وهذا أيضا ما يجعلنا نفتح أبوابا أوسع للتخمين والنقاشات التي لا تفضي إلى شيء وتحتاج ربما إلى أكثر من خمس سنوات حتى نبدأ باستيعاب ما حدث وقيمته والاستفادة منه وهذا ربما يخدم الثورة في تلك المرحلة القادمة والتي قد يعايشها الجيل القادم من بعدنا ولا أعتقد انه سيبقى فينا أحد في ظل هذا الوضع الحاصل البئيس والذي يتمثل في قمع الإعلاميين واستهداف الصحفيين واغتيال كل من يقول لأ إما برصاصة قناص مستأجر من دول السواد الإفريقي أو من بقايا سلاح صدام النسائي أو حتى من أبناء هذا الوطن وكله من أجل ان يكون هناك تشريع للشرعية المفقودة منذ شهور ، وكل هذا من نتائج العودة التي لايزال الغموض يكتنفها كما هو الحال بواقعنا الغامض ولا عزاء للعقول .
صمت دهراً:
الكثير صمت دهراً وحين جاء الوقت المناسب ، بدأت تصريحاته تنهال على المسامع ، فمن تصريحات وزير الإعلام وشكره العريض لقنوات الإعلام الزائف إلى تصريحات البركاني وحديثه عن الانتخابات والصندوق ، إلى تحليلات البعض وتفسيراتهم وبنفس الوقت تجد الحكمة في زمن بلا حكمة ، حين يتكلمون بمنطق الواقع الذي مفاده سواءً عاد مطروداً أو معافى أو سليماً أو سلمياً أو قاصداً للخير أو ما دونه فان ذلك لا يهمنا ولا يهمنا سوى أن الشعب يريد إسقاط النظام إسقاطاً رسمياً ويشهده العالم أجمع ، بل ويعترف به كل من كان في نفسه شيء من الحياء والخجل والمحاباة لهذا النظام البائد والعمل على تحقيق موازين العدالة ورسم أهداف واضحة وجلية لثورة الشباب ، وعدم حصرها في غايات البعض الشخصية التي تتمثل في النيل من بعض الأشخاص بدافع تصفية حسابات شخصية وعلى حساب الشعب الذي يتحمل مرارة وهول المصائب التي تقع على رأسه ليل نهار مثلها مثل قذائف الهاون والأر بي جي وصواريخ لو وطلقات الأعيرة النارية التي تسقط من السماء كالقضاء العاجل دون أن يعرف المقتول من هو قاتله ، ولكن يبدو أن الصورة ازدادت سواداً والوجوه تنكرت قبحاً وزيفاً ، لكن تذكروا العزيز الحكيم الجبار القائل "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون" صدق الله العظيم .
مرسى القلم /
قد تختلف المسميات وتختلف الآراء في إطلاقها على شارع أو جولة أو مساحة ولكن تبقى وحدة وغاية القلوب هي الأسمى ، فالكل يريد الأمان والطمأنينة والكل يحلم برقي وطنه وخيره وعزته ونصرته ، ولا أحد يريد الدمار أبداً مهما اختلفت الرؤى أو الوسائل ، ولكن أحياناً من الحب ما قتل .
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
وليته لم يَعُدْ!! 2490