هناك أمور في رياضتنا (المشوهة) يتساءل عنها الشارع الرياضي قلما يجد لها إجابة وإن كانت غير مقنعة.. وأمور أخرى في رياضتنا (المعاقة) تعتبر من أبجديات الرياضة فتعييك الإجابة!!.. والسؤال الذي سالت أحبار الإعلاميين المهدورة على كفنها الأبيض لماذا تتولى شئون الرياضة شخصيات غير رياضية ولم يكن لها يوما حضور على الساحة الرياضية لا من قريب ولا من بعيد؟!!.. سؤال بحَّ صوت الأقلام، وهي تبحث له عن إجابة.. فمنذ تولت أشباه الشخصيات على (شبحنا) الرياضي، ونحن نعزف ألحان حزينة، ونردد مواويل الهزيمة.
فجل القائمين على الاتحاد اليمني ووزارة رياضتنا لم يكنوا يوما رياضيين ولكن مارد مصباح الأموال والوساطات يقول: "شبيك لبيك الكرة اليمنية تحت أرجلكم.. استأنفوا.. أو أجلوا.. أو ألغوا كل الخيارات بين أيديكم!!".. وإذا سألتهم عن خمس مواد من لائحة الاتحاد التي يهددون بها أندية الدرجة الثانية، فلن يجيبك أحد مع أنهم (يتمشدقون) باللوائح!.. ولو سألتهم عن أفضل لاعب عرفته الملاعب اليمنية منذ الخمسينات إلى وقتنا الحاضر لقالوا لك بكل ثقة وأنوفهم مرفوع إلى السماء (علي النونو)!!.. لماذا مشايخ يتسلمون أمور رياضة وطن.. لماذا السياسيون يصرون على التدخل في شئون الرياضة.. هل الرياضيون في وطننا قاطعوا الرياضة أم أن هناك مشروعين يريد الاتحاد اليمني أن يأخذ عليهما جائزة نوبل، وهما مشروع (مشيخة الرياضة)!!.. ومشروع (سيسسة الرياضة)
وأعتقد أن مشروعي (مشيخة الرياضة) و(سيسسة الرياضة) استطاعا أن يأتيا بثمارهما نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر عودة دوري المظاليم، فبعد حالة المد والجز أبحرت سفينة دوري الثانية بعد رسوها لأكثر من أربعة أشهر في ميناء الشد والجذب الذي مر بها دوريها في الفترة الماضية، حيث تخللته إيقافات لبعض المحطات ثم العودة لجولة والإيقاف مرة أخرى.. ليتخذ القائمون على مشروعي (مشيخة الرياضة) و(سيسسة الرياضة) في الأيام الماضية قرارا أفضى بإعادة الإبحار رغم مواقف بعض الأندية من استئناف دوري الثانية.
إن استئناف الدوري وتقسيمه إلى تجمعين.. تجمع في محافظة عدن وآخر في محافظة صنعاء في ظل هذه الأوضاع سيفقد الكرة اليمنية ما بقي لها من احترام بين عشاقها، وستكون ثماره مزيدا من الفرقة، خصوصا في أن بعض الفرق سيضرها اللعب في تجمعين.. على سبيل المثال فريق خنفر الممثل الوحيد لأندية أبين الحالة الأبرز في سوء الأوضاع في ظل ما تعايشه ويعشه لاعبوه بصفتهم جزءً من عائلات وأسر تشردت، ونزحت من بيوتها، ومع ذلك لم يكن القرار يراعي شيئا في بواطن هذا الفريق، حيث سيلعب في عدن، وهو مرشح لخط إحدى البطاقتين التي ينافسه عليها فريقين من أبناء محافظة عدن هما الوحدة وشمسان.
محمد حسين الدَبَاء
رياضة المشايخ والسياسيين..!! 1986