تتمة للموضوع السابق والذي بعنوان "معلمو أبين وطلابها خارج نطاق التغطية، والذي تناولنا فيه الحديث عن المشكلات والحيرة التي تعتري المعلمين والطلاب وأولياء أمورهم والمنتمين للقطاع التربوي والتعليمي وهمومهم.
ولذلك فإننا سنكرس المقال للحديث عن نفس الموضوع من زاوية أخرى ربما لا تبتعد كثيراً عن سابقتها من حيث المضمون والجوهر إلا أنها تفوقها من حيث الأهمية والتعقيد.
وبالأمس اتجه أخي إلى مكتب رئيس جامعة عدن وفي جعبته حزمة من الأسئلة والاستفسارات التي تهم طلاب جامعة عدن من أبناء أبين عموماً وطلاب كلية زنجبار خصوصاً وما إن كان لدى رئاسة الجامعة فكرة عن مقترحات أو معالجات معينة لكل طالب أو طالبة سيتعذر وصوله إلى فروع كليات جامعة عدن من أبناء محافظة أبين؟ حرصاً منه على إيصال رسالة الجميع والخروج بحلول ترضي الجميع وتكون منصفة للجميع دون استثناء، بحيث لا تراعي فئة تسبب في حرمان فئة أخرى كانت الظروف والأحداث عقبة في طريقها.
المهم ذهب أخي في العاشرة صباحاً ولم يعد إلا بعد إلا الثانية ظهراً بعد مقابلته لرئيس الجامعة، سألته عن طبيعة الحوار الذي دار بيتهم ونتيجة المقابلة، فأجاب: لم أطرح عليه سوى سؤالاً واحداً والإجابة كانت مقتضبة جداً، قلت له نحن نازحو أبين درسنا الفصل الأول ونسمع اليوم عن فصل تعريفي لطلاب الجامعة لكن ماذا عنا وهل لنا دراسة وكيف ببقية زملاؤنا في المخزن والجول؟ فرد قائلاً: سنقرر ذلك عقب الاجتماع ثم نصح بالعودة إلى عميد كلية التربية بزنجبار.
وهكذا عاد أخي من الجامعة كما ذهب من دون أن يجد الإجابة المقنعة والحلول الشافية.
وبدوري أود أن يصنع رئيس الجامعة في اعتباره:
1. مراعاة الأجواء النفسية التي يمر بها النازحون من طلاب ومعلمين.
2. صعوبة وصول أبناء قرى ومديريات أبين إلى فروع الكليات بعدن وإن هناك استحالة أن تنزح جميع الأسر لتأمين الدراسة لأبنائها.
3. من الصعوبة في ظل هذه الأوضاع التحاق الطالب بكليته فالطريق الطويل سيشكل عقبة دون ذهاب الطالب وإيابه والأحداث ستشكل عائقاً نسياً وحقيقياً حتى وإن كانت من قرى ومديريات آمنة.
4. إن أي استيعاب للمتواجدين في عدن من النازحين سيكون بمثابة إحجاف كبير وبعد عن الإنصاف بحق من حالت الظروف المؤسفة دون الالتحاق أو ترتيب الأوضاع له.
5. الاعتراف والتعاطف وجعل مشكلة أبناء أبين ضمن أولويات الجامعة لإيجاد الحلول والمعالجات وبصورة استثنائية منصفة وعادلة للطلاب جميعاً أكانوا هنا أم مازالوا هناك.
عفاف سالم
العام الجامعي الجديد لنازحي أبين هم جديد 2088