كثير من أبناء المحافظات اليمنية الأخرى وأبنائها، يحسدون محافظة أبين وساكنيها على ما يعتقدون أنها (نعمة) يرفلون فيها.. وفي مضرب الأمثال قالوا (يحسدون القط على حجم خصيتيه).. ومع أن الحسد يكاد يكون (شيمة) أهل أبين، وأصبح الناس يتندرون بهذه (الصفة) حتى فيما بينهم، لكن (باب النجار مخلع) فالحسد يأكلهم من دواخلهم ويؤلب عليهم المواجع من الأشقاء والأصدقاء ومنبع هذا الحسد لآل أبين وأبين، يأتي من نظرة الآخرين إلى (حجم) و (كم) ـ ولا أقدر أقول (نوع) أو (مضمون) ـ القيادات في هرم السلطة والحكومة والمؤسستين العسكرية والأمنية من أبناء أبين أو قل المحسوبين على أبين.
وأصحاب هذه النظرة، لا يدركون أن هذا (الكم) من المؤلفة قلوبهم هو في الحقيقة (وبال) على أبين و (مصيبة) على أهلها ولم يكن في يوم من الأيام وبأي حال من الأحوال (بلسماً) أو مصدر خير وفعلاً ايجابياً بالمقارنة مع ما يجلبه هؤلاء ـ حتى نكون منصفين ـ من فعل سلبي ودور أقل ما يمكن أن يقال عليه بأنه (مخز) في حق أنفسهم أولاً ومن ثم في حق محافظتهم وأبنائها ثانياً، إن كانوا يدركون ويفهمون معنى الانتماء, كما يفعل أقرانهم من أبناء المحافظات الأخرى، الذين يجعلون من أبناء محافظاتهم ومناطقهم (عزوة) لهم ويدركون جيداً أن الفضل الأول والأخير يعود إلى انتسابهم إلى هذه المنطقة أو تلك في وصولهم إلى هذه المناصب والمواقع، ولم يكن لمؤهلاتهم أو خبراتهم دور في ذلك وإلا ما كان أحد غلب في هذه البلاد سواء من أبناء أبين أو غيرها، حيث والبلاد يتربع عليها (أوباش) ويستحوذ ويسلب (نصيب) و (مخصص) المحافظات ـ بشكل عام ـ من المناصب والكراسي بدءا بالوزارة وحتى (سواقي الهوانم) من (الانصاف) وممن يرتضون (التسبيح) ولا يجيدون غير كلمة حاضر سيدي أمرك أفندم، وإن لطمهم ال (.....) على خدهم الأيسر سارعوا إلى تقديم خدهم الأيمن.. ومع ذلك ـ أرجع وأقول ـ إن الكثير منهم، لكن في محافظات أخرى غير أبين وإن كانوا بذات (المؤهلات) و (المواصفات) لكنهم يقدمون ويؤخرون في شؤون محافظاتهم ولهم بصمات فيها بأن يستغلوا تلك المواقع والمناصب التي وجدوا أنفسهم فيها، تحوطاً لغدر الزمان ـ وما أكثر غدره في اليمن ـ حتى إذا ما رجعوا إلى مدنهم وقراهم تذكرهم بعض ناسهم بأنهم كانوا ذات يوم قد عملوا كذا وقاموا بكذا، ولو حتى زيارة مريض أو إرسال تهنئة في عيد، أما إذا ما سألت واحداً من أبين عن المسؤول الفلاني أو العلاني من أبناء محافظته أقل شيء يكون جوابه (تف عليه).
وحال أبين لم يكن وليد اليوم..(فمن شب على شيء شاب عليه)، فالحال في زمن الجنوب (الموءود) لا يختلف عنه في زمان الوحدة (المفقود)، فكما كانت أبين وقود الصراعات السياسية المسلحة و (المبطنة) خلال فترة التشطير المأسوف عليها فقد ظلت تدفع ثمناً باهظاً دون ذنب ـ كحال الذئب مع ابن يعقوب ـ في الزمن الوحدوي غير المأسوف عليه، وهاهي اليوم وقد أصبحت لأكثر من ثلاثة أشهر مسرحاً دامياً لتصفية حسابات قوى محلية وإقليمية وربما دولية انفرط عقد شهر عسلها بعد أن تضاربت مصالحها ووجدت أبين ساحة وملعباً مهيأ وجاهزاً من جميع الجوانب لإجراء تلك العمليات في حرب واشتباكات يختلط فيها الحابل بالنابل ويكتنفها الغموض وتلتبسها تأويلات شتى، يعجز (أفضع) المحللين عن الإتيان فيها وعنها بقول يبين ويفكك ولو حرفاً من طلاسمها.
من حق ناس أبين أن تصيح بملء شدقيها: لماذا لم تكن تعز أو ذمار أو شبوة أو عمران أو الضالع أو مأرب هي المسرح البديل عن أبين، الذي كان ينبغي أن يخصص ب (القرار الجمهوري) غير المعلن في الجريدة الرسمية أو الفضائية اليمنية ووكالة سبأ، لكي تدار عليها مهزلة هذه المواجهات؟؟
أقول رداً على ذلك: لأن في تلك المحافظات (رجال) ذادوا عن حياض انتمائهم ولن يرتضوا بذات الأمر إن فكر أحد في تنفيذه، فيما (حمران عيون) أبين ودون أن يستشاروا طأطأوا رؤوسهم ووضعوا أياديهم على أفواههم وعيونهم وأعلنوا: لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم.
وطال الأمد بنا... تشرد أكثر من "100" ألف من عجوز إلى مريض مقعد إلى طفل ـ والبقية لازالت تنزح مع استمرار القصف على المدن _ ونهبت محافظة.. ودمرت بنية تحتية كاملة، وسرقت منازل وممتلكات مواطنين، وفاض الكيل و(بلغ السيل الزبى) وباعت الحرة ثدييها وما تحتهما، وكذبوا حين قالوا (تموت الحرة ولا تأكل بثدييها) لإغاثة أطفالها حين وجدت أن إغاثة النازحين مجرد رسم سلطوي لإثبات (فحولة) صنعاء على بقية المحافظات.
وقلنا ـ التماساً لأربعين عذراً لهؤلاء ـ: لعل الأمر كان مباغتة للمحسوبين على أبين في (مراكز الفك والربط) وإنهم فوجئوا بانفجار الوضع في محافظتهم كحال المواطنين، وستكون هبتهم كالأسد الجريح......
فإذا ب (أصحابنا) للأسف الشديد قد تواروا وأصيبوا بحالة (أهل الكهف) التي نسأل المولى عز وجل أن يطيلها عليهم دون قيام.
لك الله يا أبين.. انتحبي بحرقة المؤمنة وتضرعي أن يعوضك الله آخرين وقولي : الحمد لله لقد ولدت هؤلاء (إسقاطاً(..
فضل مبارك
لك الله يا أبين!! 1801