رحمك الله يا يحيى علاو.. لقد حييت حيا وعلوت ميتاً.. رمضان هذا العام توحش بغيابك وارتاع لفقدانك.. فرسانك يسألون عنك شوقاً ويدعون لك وفاء أيها الفارس المترحل، يا من حفرت بصماتك على جبال اليمن الشاهقة وتلاله السعيدة الشامخة.
يحيى علاو ـ يا من قضيت عمرك تبحث عن فرسان الميدان وتعرّف العالم بيمن الإيمان وخير البلدان، وتجوب القرى والمدن والوديان، أحبك اليمنيون بكل ألوان تراثهم.. وأصناف فنونهم، في وداعك بكاك الأطفال حزناً وسالت دموع الشيوخ نعياً لفقدانك..
كلماتك ترن على سواحل الجنوب وابتسامتك تتزين بها حقول تهامة وإبداعاتك تشمخ بها ناطحات السحاب وثقافتك وبلاغتك تحن لها الساحات وتشتاق لها الهضاب.
لقد غادرتنا وأنت تبحث عن فرسانك على صفحات البلاد وسراديب الجبال وثكنات الرجال فكان حلمك يكبر كلما وجدت جواباً لسؤالك، جميع أسئلتك التي كنت تضعها وجدت لها إجابة من الفرسان الذين كنت تلتقي بهم في حياتك ما عدا السؤال العجيب والسر الغريب الذي كنت تبحث عنه وقضيت عمرك من أجله، لم تجد له جواباً، هذا السؤال حير الألباب وفجر من بعدك طاقات الشباب.
فرسان الميدان.. الذين كنت تبحث عنهم هم اليوم من أجابوا على سؤالك بعد مماتك، وخرجوا إلى كل الميادين يطلبون الحرية وينشدون الكرامة ويبحثون عن السعادة.
فرسان الميدان اليوم حولوا اليمن كله إلى ميدان كبير للعزة والرفعة والتغيير.. جعلوا من كل قرية وطأت قدماك عليها منارة للمدينة والحضارة، خرجوا من كل زاوية في هذا الوطن المعطاء يرددون في وجه الفساد والظلم "جئناكم من كل مكان في يمني يمن الإيمان".
نشكرك يا يحيى لأنك أحييت في نفوسنا الإرادة وجعلت منا فرساناً على دروب الخلود والحرية ونبشرك يا يحيى بمولود مدني يمني أسميناه "المجلس الوطني"
فاروق مريش
فرسان الميدان 1978