لقد رغبت كثيراً أن أعبر عن الشهداء، عن الشجاعة والقوة التي أظهروها، ولكن بسبب ضروفي الخاصة أجلت هذه المسألة لوقت لاحق أوليس الحديث عن الشهداء يتطلب استحضاراً لكل الجوارح والمشاعر؟ والآن قررت فعل ذالك، أنا الآن عاجزة تماماً عن استنهاض الكلمات التي تناسب مكانتكم ولكن هاهي عيني تعبـَّر وها هو قلبي يعبـَّر وهاهي كرامتي التي اعدتموها إليّ وكان ثمنها ........ثمنها دماءكم و أرواحكم تعـبـَّر
هاهو كلام - الله قرآنه – سيتحدث عن مكانتكم وجزائكم، يعبـَّر هاهي الأرض أمشي عليها تحنّ لخطواتكم وكل ما فيها وعليها يعبـَّر
اسمع جفيف الشجر وغناء الطير وبأعذب الحان الحزن تعبـَّر.
انظر السماء كئيبة وكآبتها ودمعها يعبـَّر.
أما أنا فقد تجمدت الكلمات في عقلي، لقد شلّ لساني وكأنه لم ينطق من قبل.. اعذروني لقد قدمتم الأرواح الغالية لنتحرر فعجزت أنا عن تقديم بضع كلمات، تعبر عن الشكر والعرفان، كنت أظن أن انشغالي هو السبب في عدم قدرتي على قول بعض الكلمات عنكم ولكن تا كدت الآن أنكم أعظم ومكانتكم أعلى من أي شيء يستطيع الإنسان القول أو التعبير عنه وقد كان عجزي هو السبب أيها الشهداء وها أنا أقف لكم احتراماً وتقريرا واجلالاً.
لقد كنت أظن أن الحديث عنكم يشبه الحديث عن أي شيء وأنه لا يوجد شيء سيجعلني أقف عاجزة بهذا القدر عن التعبير او استنهاض الكلمات بأي وقت أريد وعن أي شيء أريد، أما الآن فقد ثبت لي أنه يوجد شيء سيفعل هذا، إنه الكلام عنكم وحتى كلمات آسف واعتذار لا توجد، فأي الكلمات التي توفكم حقكم مهما بلغت عذوبتها ومهما بلغت تأثيرها.
لن توافي الكلمات الدماء.. ودماؤكم أطهر من أي دم، فطوبى لكم هذه المكانة التي نلتموها وهذاء الجزاء العظيم من الله.
وعهداً الا تضيع دماؤكم التي قدمتموها، راضين لتروي بها أرض هذا الوطن وتنبت منه العزة والكرامة من جديد وهنيئاً لكم مسكنكم الجديد وهنيئاً ما قدمتموه لنا.
تكريم الهمداني
هل توافي الكلمات الدماء 1943