في كل عام ما إن نبدأ باستقبال شهر رمضان الكريم حتى يتفنن نظامنا المتهالك باصطناع الأزمات، ففي الوقت الذي يمتلئ فيه شوارع مصر بالفوانيس ابتهاجاً بهذا الشهر، فإن اليمن أيضاً تمتلئ البيوت لا الشوارع بالفوانيس ليس ابتهاجاً، ولكن انقطاعاً للكهرباء.
وفي الوقت الذي يجتمع الشباب في البلدان الأخرى لتبادل التهاني بمناسبة حلول هذا الشهر، تجد الشباب اليمني يجتمعون أيضاً، ولكن في طوابير الغاز ينتظرون دورهم بالأيام وفي الوقت الذي يحصلون فيه المحتاجون في البلدان الأخرى الضمان الاجتماعي إلى باب منازلهم وفي رمضان يحضون بميزات أكثر وأكرم، تجد المحتاجين اليمنيين في مطاردة متواصلة قد يصل أحدهم أن يظل في الطابور حتى ليلة العيد كي يجد كيس القمح وجلن الزيت، ناهيك عن شحة الماء وارتفاع الأسعار، ولن يسع المجال لي أن أذكر جميع المفارقات بيننا وبين الدول الأخرى، هذا هو حال رمضان في اليمن منذ أن عرفنا أنفسنا.
هكذا حكم علينا النظام أن نقضي شهر رمضان مليئاً بالمنغصات منذ ليلة رمضان حتى العيد، فلا يخدعون أنفسهم بأن هذا العام قد تغير الحال وأن الثورة قد أضرت بحالنا وهم يدركون جيداً أن أحد أسباب إسقاط النظام هو فسادهم واختلاق المنغصات في الأعوام المنقضية وبالعكس تماماً هذا العام انقلبت الآية وسبحان مغير الأحوال، رغم كل المصاعب والعقاب الجماعي الممارس من قبل بقايا النظام على الشعب اليمني إلا أنني على يقين بأننا نعيش في راحة عارمة كون النظام يحتضر وهو يدرك جيداً بأن رمضان هذا العام هو آخر رمضان له في سدة الحكم، أما نحن فإننا ننتظر المولود الجديد، لذا فإن آلام المخاض يُتحمل، وكل ما ترتكبونه من عقوبات اليوم سيحاكمون عليه فرداً فـرداً، لم ترحموا أنفسكم لذا لن ترحمكم يد العدالة وسيكون العقاب الجماعي الممارس حالياً على الشعب سبب في سرعة الحسم بإذن المولى .
/////
سحر عبده المخلافي
رمضان 2011 غير 1829