وكالة اسوشيتد برس الأمريكية ترجمة/ أخبار اليوم
قال مسئولون يمنيون إن الولايات المتحدة والسعودية ضغطتا على الرئيس اليمني للبقاء في السعودية بعد خروجه من مستشفى سعودي كان يتعالج فيه من جروح أصيب بها في محاولة لاغتياله.
وقال المسئولون اليمنيون، الذين اشترطوا عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الموضوع، إن الولايات المتحدة والسعودية حذرتا علي عبد الله صالح من أن عودته إلى اليمن قد تشعل حربا أهلية محتملة.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن الأمر متروك للرئيس صالح ليقرر ما إذا كان سيبقى في السعودية أو إنه سيعود إلى بلاده، مضيفا بأن انتقال السلطة يجب أن يبدأ على الفور بصرف النظر عن قرار صالح في الإقامة.
وقال تونر: "كل ما يمكننا القيام به هو مواصلة الضغط لإيماننا بأن انتقال السلطة يجب أن يحدث على الفور ولا يمكن الانتظار حتى يتم اتخاذ قرار بشأن مستقبل صالح. لذلك ما نعمله حاليا عبر سفارتنا وسفيرنا هو محاولة تحريك العملية إلى الأمام بدلا من الانتظار".
وقال المسئولون اليمنيون إنه مع قضاء صالح فترة الشهرين الماضيين في مستشفى سعودي إلا أنه كان لا يزال يدير شؤون البلاد بمساعدة من أفراد عائلته وهو على اتصال يومي مع زعماء القبائل وقادة الجيش.
وقال مسئول يمني مقرب من صالح: "الرئيس أذعن على مضض للضغوط الأمريكية والسعودية للبقاء في السعودية. سيواصل الاستماع إليهم حتى يكتمل شفائه تماما ومن ثم سيقرر ما ينبغي فعله".
وفي واشنطن، شكك مسئول أمريكي في فكرة الضغط الأمريكي على صالح للبقاء في الرياض بعد خروجه من المستشفى يوم الأحد.
وقال المسئول الأمريكي الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع: "من المرجح أن السعوديين تمكنوا بنجاح من إقناع صالح بالبقاء في بلادهم".
منذ مغادرة صنعاء لتلقي العلاج في السعودية، لا تزال البلاد تعيش في نوع من الفوضى، فكلا من مطالب المحتجين وقضية من سيخلف صالح لا تزال عالقة.
فإذا بقي في السعودية دون التخلي عن السلطة، فإن ذلك سيزيد إغراق اليمن في المجهول السياسي وإدامة الفراغ الأمني الذي استفاد منه متشددون على صلة بتنظيم القاعدة من خلال استيلائهم على مدن في جنوب البلاد التي ينعدم فيها القانون تقريبا.
نائب صالح، عبد ربه منصور هادي، هو المسئول شكليا في ظل غياب صالح. لكن السلطة الحقيقية على أرض الواقع يديرها نجل صالح، أحمد علي، الذي يسيطر على قوات الجيش المدربة جيدا، وقبيلة حاشد القوية التي تعارض النظام.
وقال المسئولون الحكوميون اليمنيون إن صالح في تواصل يومي مع نجله أحمد ومشايخ القبائل الموالية له وكبار ضباط الجيش.
وأحمد نفسه اغتصب بعض واجبات والده، حيث يستقبل الوفود القبلية في مكتبه بصنعاء ويقضي بعض وقته في دار الرئاسة. وفي الوقت نفسه فإن هادي يواصل العمل من منزله أو من وزارة الدفاع.
وقال أحد المسئولين اليمنيين: "في الواقع، نائب الرئيس يعمل القليل جدا وسلطته محدودة. أحمد أبن الرئيس وأبناء أخوته هم من يديرون البلاد".
وقال دبلوماسي غربي، الذي التقى مؤخرا بأحمد علي صالح، إن طوابير طويلة من رجال القبائل وغيرهم ينتظرون خارج مكتبه لمقابلته وإن أحمد يسرف في إعطاء بعضهم هدايا مالية.
نظام رعاية رجال القبائل هو أحد السمات المميزة لنظام صالح طيلة 33 عاما ليضمن دعمهم الذي استخدمه غالبا ضد خصومه. وقد طلب الدبلوماسي الغربي عدم الكشف عن هويته أيضا لحساسية الموضوع.
وتخشى السعودية، أكبر داعم خارجي لليمن، والدول الخليجية الخمس الأخرى في مجلس التعاون الخليجي من أن تغرق جارتهم الجنوبية في الفوضى مما يسمح للقاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة بأن تشكل تهديدا خطيرا لأمن المنطقة.
ووفقا لخطة خليجية، فإن على صالح أن يسلم السلطة لنائبه في مقابل الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية.
أحزاب المعارضة التقليدية في البلاد وافقت على الخطة لكن قادة الاحتجاجات رفضوها، مصرين على استقالة صالح دون قيد أو شرط وأن تتم محاكمته.
وكالة الاسوشييتد برس
الضغوط الأمريكية والسعودية قد تبقي الرئيس اليمني خارج بلاده 2176