المتأمل جلياً في المشهد اليمني المتفرد في نوعه وما نجده فيما سبق من أحداث على مستوى الوطن العربي، فقد اتسم بالتعقيدات في أحداثه على مر الأزمات التي مر بها هذا الوطن وما يتحمله من يعيش فيه وكذا وقوف الأخير –أي المواطن أو الشعب- وقفة الحائر الذي ينتظر من الآخرين حل أزماته ومشاكله، وها نحن في أيامنا هذه نقف عند مشهد من هذه المشاهد
والمعروف عنا بأنا أصحاب النفس الطويل، ولكن كم سيطول هذا النفس؟ وهل هناك بصيص أمل بالانفراج؟ وكيف سيكون؟ والنتائج تتراءى أمامنا في ذلك المشهد الثوري الذي يبطئه المشهد السياسي المتحكم فيه؟ فلا إنه اتخذ المنحى الثوري الناجع، الذي يتحمل تبعاته لأي وسيلة من الوسائل المحققة لأهدافه، بيد أن هناك الرؤية السياسية المتعلقة بهذا الوطن وما يحويه، هاربة من مواجهات، يتكبد منها كل أطراف اللعبة السياسية والثورية والشعبية الأخرى، فتلك المواجهة آتية لا محالة شئنا أم أبينا، تاركين بذلك الخيار السياسي والثوري وراء ظهورنا والذي وأدته خيارات القبيلة التي تتحكم بالجهة العسكرية بلغة القوة والسلاح، وبذلك أصبح من ينادون بالمدينة والديمقراطية كأنهم يُنَادَوْنَ للقبيلة والجمهورية بحدٍ سواء والتي لا يتسع المشهد وما يؤول إلى جهة واحدة، وهذا دليل واضح على أن الخيارات المتاحة مهما تفنَدَت وتشعبت، فلابد من أن يطغى عليها خيار تلك الجهة التي تفرضه على أخير الخيارات الموؤدة قبل أن تخلق، حتى وبغض النظر عمن يكون صانع هذا الخيار.
ومن جهة أخرى لا يمكن إغفال العقل وما يحصل من امتداد لتلك الفئة المسمية نفسها "تنظيم القاعدة" وما يثار حولها من شكوك أن هناك تنسيقاً بينها والسلطات وأنها مصطنعة، ولكن وإن كانت كذالك، فقد يكون ضرباً من ضروب السياسة التي تخدم مصلحة كل طرف في الوصول إلى هدفه, فالأولى تسعى إلى إثبات وجودها على الساحة بما تراه مناسباً ورؤيتها، بحيث تكون قوة لا يُستهان بِها، لها رؤيتها ومكانتها الدينية والسياسية، فقد تكون إعادة سياستها الأولى في تكوينها وتحديد خصومها بحسب الأولوية وما يتفق وأهدافها، وأما الثانية فقد أقتصر فيها بحيث أن ما تسعى إليه بوضع يدها بيد الأولى -كما قيل – معروف على الأغلب عند كل شخص وما ترمي إليه من أبعاد اقتصادية مادية أو سياسية، فهذه المآلات التي آلت إليها الأمور ويتكبدها هذا المواطن باعتباره السياسي والمفكر والمستهلك على حدٍ سواء خلال هذه الأشهر الماضية الممزوجة بالحرمان والألم والمعاناة، هي نتائج غير مرضية لأي ممن كانوا يعانون حقيقةً مرة هذه الفترة التي زادت إلى أحمالهم وهمومهم أحمالاً وهموماً, فما أشبه أيامنا بالأمس البعيد.. وبالله التوفيق.
وضاح الفقيه
بين المعترك السياسي والثوري ومآلات أخرى 1668