ظلت تعز لعشرات السنين غارقة في الأحلام تحلم بحياة أفضل من السابق، حياة تسودها العدالة والمساواة بين الناس، عدالة في توزيع حياة يسودها قيم الصدق والأمانة والخلاص وقيم الانتماء لهذا الأرض.
تحلم بحياة خالية من الحروب والعنف والدمار، حياة لا يسودها صراعات طائفية وقبلية ومناطقية، وحزبية، 33 عاماً وهي تحلم بأن يعيش المواطن اليمني بعزته وكرامته، وشرفه.
صحت تعز، من أحلامها، صحت لتندد لا للظلم، ولا للاستبداد لا للفساد، لا لمن أنقلب على الديمقراطية والوحدة، وعلى ثورة سبتمبر وأكتوبر، خرجت إلى الساحات لتقول لا للتوريث، لا لإهانة كرامة المواطن اليمني في يمن الإيمان والحكمة.
بالرغم من أن تعداد سكان تعز، يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة إلا أن 80% منهم لا يحملون السلاح، لذلك الملايين منهم خرجت للساحات في مدينة تعز والقرى والأرياف، رافعين شعارهم القلم، وينادون سلمية سلمية ينادون بإسقاط النظام، ورحيله، اليوم مدينة تعز، والقرى المجاورة تقصف وتهدم المنازل في الأحياء السكنية، والقرى المجاورة يقصف بالدبابات، والمدافع، والرشاشات الثقيلة، عشرات الأسر فقدت أعز شبابها وأطفالها، اليوم بقايا هذا النظام يقتل ويسفك دماء الأطفال والمسنين وحتى المعاقين، ويفزع آلاف الأطفال في منتصف الليالي، والكثير من النساء الحاملات أجهضن نتيجة للفزع والرعب الناتج من أصوات هذه الدبابات والمدافع، هذه الأسلحة لم توجه يوماً على عدو، اليوم أبناء هذه المحافظة وأبناء كل المحافظات يقتلون بأسلحة جيش سبتمبر وأكتوبر وهذه الأسلحة ثم شراؤها من ثورات هذا الشعب.
ما يحدث في تعز واليمن كلها هي حرب ضد الإنسانية، لذلك نأمل من محكمة العدل الدولية أن تعتبر ما يحدث في اليمن هي جرائم حرب ويجب محاكمة كل من له صلة بهذه الجرائم.