دقت الساعة الحادية عشر من مساء الإثنين الفائت ,كنت عندها وكالعادة في ساحة الحرية بكريتر نجلس أنا وكثير من الشباب نتدارس هموم الساحة والثورة وآليات التصعيد الثوري في المرحلة الحالية، أصدقكم الحديث كنت في ذلك اليوم أعتصر كمداً مما آلت إليه أحوال الثورة من طول المدة ونظرات الإحباط الذي ارتسم على كثير من وجوه الشباب، حينها شخصت ببصري باتجاه الشاشة الكبيرة التي تقف في الطرف الآخر من الساحة ،كنت عندها في مؤخرة الساحة، هالني المنظر وأنا أمتد بنظري إلى مكان الشاشة من الخواء الذي تعاني منه الساحة، فما إن وقع بصري على الشاشة إلاّ وقناة الجزيرة تبث كلمة النصر لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، حينها تهللت ملامحي وتفتحت تقطيبات جبيني، وسألت نفسي وقد اختلطت بشاشة رؤيتي لأردوغان بألمي من أوضاعنا "هل سيحكمنا يوم رجل كـ"أردوغان"؟.
أردوغان بائع الخبز الذي غير وجه تركيا وجعلها تركب القطار السريع نحو مصاف الدول المتقدمة، قطارات نفاثة تحمل على متنها رؤية ثاقبة للمستقبل وهو ما يجسده شعار أردوغان في حملته الانتخابية "هدفنا 2023"، وهي قطارات لا تشبه قطارات علي عفاش المحملة بالحروب والفساد والديمقراطية المزيفة وبحملات الشحاتة العالمية والتي يسميها "مؤتمر أصدقاء اليمن"، أردوغان الذي استطاع أن يجعل تركيا واحدة من أسرع اقتصاديات العالم نمواً ومرشحة لعضوية الإتحاد الأوروبي وخلص تركيا من وجهها العلماني الذي صنعه المتآمر مصطفى كمال الدين أتاتورك، أردوغان الذي أعاد لتركيا مكانتها بين الدول الإسلامية كآخر حاضن للخلافة الإسلامية، ولا ننسى كيف عمت مظاهر الاحتفاء بأردوغان في جميع العالم العربي والإسلامي يوم أن لقن المتبجح شمعون بيريز درساً في منتدى دافوس العالمي وانتصر لأطفال غزة وأعاد جزءاً من كرامة أمة بعثرها كثير من الزعماء العرب الأقزام، وما كان موقف عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك في نفس الحادثة إلاّ دليلاً على خنوع الأنظمة العربية المهترئة القديمة.
أردوغان الذي خرج من عباءة أربكان ونظرياته العتيقة وانطلق بهمة الشباب وأسس حزب العدالة والتنمية ليقود شعباً نحو القمة، ولأن أردوغان لم يصنعه شعب طغت عليه السلبية كما هو حالنا، ولم تزّفه فرقة المطبلين والمزمرين أمثال "عبده " و"طارق " و"ياسر "، ومع كل هذا فإننا اليوم وبهذه الثورة الشبابية السلمية ذاهبون بإذن الله لنصنع تاريخاً جديداً ليمننا الحبيب ونضعه في مكانته الذي يستحقها ولنسعى جميعاً ليحكمنا إنسان بنبل وعزة وذكاء وروعة رجب طيب أردوغان ولهذا سوف نقول "الشعب يريد رجب طيب أردوغان".
علي قاسم
الشعب يريد رجب طيب أردوغان 1919