التصريح الذي أدلى به مصدر سعودي مسؤول دون أن يفصح عن اسمه والقاضي بأن الرئيس اليمني/ علي عبد الله صالح لن يعود إلى بلاده يشكل حلاً للأزمة اليمنية وتطبيقاً عملياً لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بانتقال سلمي سلس للسلطة في اليمن ...
ورغم النفي اليمني الرسمي لهذا التصريح الا اننا لا نشكك في صحة ما ذهب إليه المصدر السعودي من أن صالح لن يعود لليمن ، حيث سبق وأعلنت السعودية أن صالح موجود في الرياض للعلاج بعد القصف الذي تعرض له القصر الجمهوري ما أدى إلى إصابته وعدد من المسئولين في الوقت الذي نفت فيه مصادر يمنية ذلك، إلا أن الحقيقة ظهرت واضحة وصادقة مع تصريح المسؤول السعودي، ثمة جملة حقائق تجعلنا نميل إلى تصديق المقولة السعودية من أن صالح لن يعود إلى اليمن أبرزها أن إصابة الرئيس اليمني بليغة وهي بحاجة ماسة إلى العلاج وإجراء العديد من العمليات الجراحية في المستشفيات السعودية ..
الحقيقة الثانية: أن السعودية تلعب دوراً في الأزمة اليمنية فهي الدولة الخليجية الأكبر والأقرب إلى اليمن والداعم له مالياً وعسكرياً واقتصادياً، يضاف إلى ذلك أن السعودية جزء من مجلس التعاون الخليجي صاحب المبادرة في انتقال سلمي للسلطة في اليمن من الرئيس إلى نائبه ومن ثم تطبيق بنود المبادرة.
أما الحقيقة الثالثة: فتكمن في تعهد أحزاب المعارضة اليمنية وكذلك شباب الثورة بعدم عودة صالح للبلاد والمضي في تطبيق بنود المبادرة الخليجية بانتقال السلطة من الرئيس إلى نائبه ... وإصرار شباب الثورة على إقصاء صالح وإبعاده عن السلطة قبل الحديث عن وقف الاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات ومختلف الفعاليات المطلبة بإسقاط النظام ..
الموقف الأمريكي يشكل الحقيقة الرابعة على هذا الصعيد ، فالإدارة الأمريكية لم تصمت طوال الفترة الماضية بل كانت تتحرك على مختلف الصعد لحل الأزمة من خلال الاستجابة لمطالب الشارع اليمني بإسقاط الرئيس وإقامة نظام آخر يعتمد الديمقراطية والتعددية بدلاً من الدكتاتورية ونظام الحزب الواحد ...
الموقف الأميركي ظهر جلياً واضحاً بعد إصابة الرئيس اليمني وعدد من المسؤولين ونقلهم إلى الرياض للعلاج، حيث بادر السفير الأميركي إلى الاجتماع مع نائب الرئيس والطلب منه نقل السلطة من الرئيس إلى نائبه تنفيذاً للمبادرة الخليجية التي رفض صالح التوقيع عليها في اللحظة الأخيرة بدعوى عدم حضور المعارضة لحفل التوقيع.
آخر هذه الحقائق أن الموقف الأوروبي وموقف الأمم المتحدة لا يختلف كثيرا عن الموقف الأميركي الذي كان داعماً للرئيس اليمني ونظامه تحت غطاء محاربة القاعدة في اليمن إلا أن الإدارة الأمريكية غيرت مواقفها باتجاه إسقاط النظام اليمني وإقامة نظام آخر على أنقاضه أكثر شعبية وديمقراطية وتعددية.
وانطلاقا من هذه الحقائق فان عدم عودة صالح إلى اليمن يعني أن الثورة الشعبية التي امتدت أكثر من أربعة أشهر قد حققت أهدافها المعلنة بإسقاط النظام والإطاحة بالرئيس الذي حكم البلاد ٣٣ عاماً .
الأنباط الأردنية
فارس شرعان
الثورة تطيح ب علي صالح !!! 2168