;
محمد بن راوح الشيباني
محمد بن راوح الشيباني

بشير (تعز) يزف البشرى للثورة!! 2964

2011-06-19 02:57:21


بداية أنحني تحية وتقديراً وإجلالاً لكل تلك الدماء الزكية الطاهرة التي روت ساحات الحرية في كل من صنعاء وعدن وتعز ولحج والضالع وحضرموت وشبوة والحديدة وأبين وإب والبيضاء وكل ساحات الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ثمناً للحرية والانعتاق من ضلال ودمار هذا النظام الحاكم الذي مارس الحكم والعبث بالوطن ومقدراته على طريقة دكتاتور تشيلي (بينوشيه) ودكتاتورية العسكر في الأرجنتين..
وأعزي كل أم ثكلى وكل زوجة أرمل وطفل تيتم وكل أسرة فجعت بفقدان غالٍ عليها.. ولا أدري أعزي أم أهنئ هذا الوطن.. لكنني سأهنيه تخلصه من الظلم والذل والعار والتسول به وإظهاره على أنه الأفقر بين الأمم وهو الأكرم والأغنى رجالاً وأرضاً ومناخاً وثروات مكنوزة في جوفه وعلى سطحه.
 لقد أضافت اليمن دكتاتوراً جديداً إلى أعداد الدكتاتوريات المزيفة في العالم، نظام سيذكره التاريخ في أسوأ صفحاته لأنه قاد اليمن من أزهى عهودها الذي وصلت ذروته في العام 1977م إلى أسوأ مرحلة سياسية واقتصادية واجتماعية عرفتها في تاريخها منذ مطلع التسعينات وحتى اللحظة باستثناء تلك الشمعة المضيئة الوحيدة التي أضاءت سماء الوطن وعمت الفرحة في أرجائه صبيحة الثاني والعشرين من مايو الأغر.. ثم بدأت النكسات تتوالى علينا تباعاً زرافات ووحداناً.
طوال فترة الصمت القهري عن الكتابة الذي أجبرت نفسي عليه -مُكرهاً لا بطلاً- كنت أواسي نفسي بقول المهاتما (غاندي): "إذا رأيت الجميع يتكلم في السياسة عليك أن تصمت"، لكن عزاء صديقي المبدع (صلاح الدكاك) كان أكثر تأثيراً في نفسي حين قال: إن الثورة تكتب نفسها بطريقتها.. هذه الثورة المظفرة هي اليوم أكثر قرباً إلى النصر من حبل الوريد..
وعما قريب ستوقد شعلة النصر بدماء أولئك الأبرار الذي تسابقوا بأرواحهم الطاهرة ليجعلوا من دمائهم الزكية وقودا لاستمرارها منذ انطلاقتها وأكثر بهاءً وسناءً وهي تعاني المخاض الأخير لولادة صبح اليمن الجديد، موحداً كريماً عزيزاً من أقصاه إلى أدناه..
أكتب هذا الآن وأنا راجع من عزاء أحد شهداء الثورة الأبرار (بشير مهيوب حيدر الدبعي) الذي طالته رصاصات الإجرام في جمعة الوفاء لتعز يوم 3/6/2011م وظل في العناية المركزة حتى اختاره الباري إلى جواره الكريم مساء الجمعة الماضية 17/6/2011م، لتستقبل قريته (دبع الخارج) في موكب جنائزي مهيب ابنها الثائر وعريسها الغالي الأبرز بين أبنائها (بشير).. ولولا أزمة الوقود لما استطاعت (دبع) أن تستوعب السيارات التي أرادت مرافقة العريس الغالي إلى جنة ربه بإذن الله، حيث أصيب وهو يؤدي صلاة الجمعة وفاضت روحه الطاهرة في يوم جمعة أيضاً لتكون بشارة لأهله وأبناءه وأحباءه بحسن القبول والختام إن شاء الله..
ولهذا الشعب الكريم الذي ثار وانتفض على جلاديه في الداخل وهادري كرامته في المحافل الخارجية تسولاً وذلاً وإهانات نقول لهم: إننا في هذا الوطن لم نكن نملك دولة، بل عصابة متدثرة بلباس الدولة ولا زالت تسفك الدماء وتفرض على الوطن بكل من فيه عقوبة جماعية من خلال الإيعاز لأزلامها بتفجير أبراج الكهرباء في (مأرب)، ليعيش كل الوطن في ظلام دامس عقاباً على ذنب لم يقترفه الشعب، بل اقترفته بعض أدوات العصابة ذاتها في (جامع النهدين)، ثم عقوبة جماعية أخرى هي أزمة النفط المفتعلة لحرمان الوطن والمواطن من الاستفادة من عائداته النقدية وتمكينه من شراء مشتقات نفطية جاهزة من الخارج لسد العجز الخطير في المشتقات البترولية التي شلت حركة السيارات والشاحنات وتوقفت المصانع والأعمال وانتشرت السوق السوداء للمتاجرة بهذه المادة الحيوية بأسعار لا يتوقعها عقل..
ثم العقاب الآخر هو التوجيه لبعض أفراد وحداتهم بالنزول إلى المدن بلباس مدني وممارسة النهب والسلب وترويع الآمنين وبث الفوضى لإرغام الناس على القول ( رحم الله النباش الأول)..
 أن هذا الشعب الذي عرف طريق الخلاص وكسر حاجز الخوف في نفسه جدير بإكمال ثورته، مهما بلغت التضحيات البشرية والمادية، لكنه سيستعيدها أثماناً مضاعفة من الطغاة من خلال محاكمتهم فرداً فرداً، واستعادة الأموال التي نهبوها العينية منها والسائلة، ولن تذهب تلك الدماء الطاهرة هدراً، بل سيقتص لها وبالقانون أو بطرق أخرى إذا عجز القانون عن القصاص، لكنها لن تذهب هدراً.
وعلى الذين لا يزالون مترددين من اللحاق بثورة الشعب اليوم، عليهم اللحاق بآخر عربة في قطار الثورة قبل أن يندموا على تفريطهم وتراخيهم، فالثورة ليست دماءً وحسب ولكنها عطاءً مفتوحاً بالكلمة والتوعية والمال والمساندة الإعلامية والتوعية الأسرية وعلى مستوى الحارة وفي المقايل والولائم وسراديق العزاء وفي خطب الجمعة وفي الأسواق دون أن نشوه الجدران ولافتات الدعاية والإعلان بالكتابات غير المسؤولة والعبارات البذيئة وإحراق إطارات السيارات وما تشكله على الأسر والأطفال في البيوت من خطر قاتل باستنشاقه غصبا عنهم ولا مفر أمامهم لتجنبه ثم يبقى الرماد على الطرقات، فتأخذه الرياح إلى العيون ويستنشقه الناس مع الهواء وهو ما يؤدي إلى أمرض خطيرة ونحن "مش ناقصين"، ودون أن نزج ونعلم أطفالنا الأبرياء أنواع السباب والشتائم وشخبطة وجوههم الملائكية البريئة بعبارات لا لزوم لها أو إجبارهم على الصراخ وترديد عبارات سياسية لا تستوعبها عقولهم الطاهرة النقية، ودون أن نغلق الشوارع بالأحجار وحاويات القمامة وهياكل السيارات القديمة فهذه أفعال صبيانية غير عاقلة وغير مجدية وغير ثورية لأنها أعمال تتنافى مع روح وقيم الثورة السلمية وأهدافها السامية.. وأحييّ من أعماق قلبي إخواننا أصحاب الجباه السمراء الأكثر ولاءً للوطن من كثير منا (عمال النظافة) في كل محافظات الجمهورية الذين لولاهم لانتشرت الأوبئة والأمراض الخطيرة الفتاكة جراء تكدس أكوام القمامة التي شاهدناها في (تعز) في الأسابيع الماضية بسبب نهب سيارات جمع وتصريف القمامة من قبل بلاطجة النظام..
 على الجميع أن ينظر إليهم بكل احترام وتقدير وأن يكرموهم وهم يؤدون أعمالهم في جمع القمامة بكل شرف وعفة، فتحية لهم ونشد على أيديهم الوطنية الشريفة.. وعلى أبائي وإخواني المشائخ والوجاهات الاجتماعية وأبنائي شباب الثورة السلمية في (تعز) عدم التعويل كثيراً على عودة الساحة والمكوث بها لأن الساحة قد أدت دورها بداية الانطلاقة المباركة ومارست دورها الثوري وحققت الإطلالة على العالم من خلالها ولم تعد الآن سوى مكاناً لصراخ لا لزوم له في نظري لأن المرحلة لم تعد مرحلة صراخ، بل فعل على الأرض فعل ثوري سلمي يتمثل في اليقظة التامة والانتباه في جميع محافظات الجمهورية من الوجوه الغريبة والدخيلة وحراسة الأحياء والممتلكات العامة والمنشآت الخدمية العامة ومحولات الكهرباء والجامعات وكافة المرافق من قبل الشباب كل في منطقته وحارته ومحافظته ودون تكليف من أحد، فالكل مسؤول عما يشاهده ودعوة للجميع لمنع العبث والنهب في الأموال العامة لأنها ملك هذا الشعب ولم تأت بسهولة.. كما أن الساحات تجعل كل من فيها هدفا سهلا لاصطيادهم وقتلهم كما حدث، لذلك نريدها تعز ساحة للحرية لا مجرد مساحة فيها بل نريد الوطن كله ساحة للحرية لا مجرد ساحات في بعض عواصم محافظاته.

آخر السطور:
 لذلك الشقي نائب الوزير الذي يبصق يومياً في وجوهنا بالكذب والدجل والتحدي والاستفزاز عبر الفضائيات نقول له: إن تعز تشعر بالعار الشديد إنك من أبنائها وسيكون مصيرك زبالة التاريخ وستحاسب ذات يوم عن كل جرائمك اللفظية في حق الوطن ودفاعك المستميت عن القتلة ولن ننس كل كلمة تفوهت بها ظلماً وعدواناً في حق الوطن والشعب ولا زلنا لم ننس يوم قدمت الكشف الكامل بأسماء زملائك الحركية والأصلية وتمكنت السلطة بفضلك من قتل وتشريد أشرف وأنبل الشباب الوطني في حركة 15 أكتوبر 1978م ولما كان حال الوطن كما هو عليه اليوم.. فلا نامت أعين الجبناء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد