تخرج من صنعاء مع عائلتك للهروب من قلق أصوات المدافع وعندما تصل إلى الريف تجد عُرساً وتسمع فيه صوت قوارح أكثر من تلك التي هربت منها، فلا تملك سوى أن تقول: (يا هارب من البُم، يا ملاقي الدبُم).
الناس سواء، فإذا جاءت المحنه تباينوا واختلفوا.. تعالوا شوفوا واقعنا اليوم.. الناس يتراجمون بالكلام مراجمة.. في البيت وفي المجالس وفي الأسواق وفوق الباصات وفي المساجد.. حتى صالات الأعراس لم تسلم من حمى الجدل.. فـأصبح هناك نوعان من الزغاريد.. (وللييييييييييح) و(ووللووووووووح).
إذا لبست سروالاً أبيضاً طويلاً وحلقت شنبك فأنت منهم.. أما إذا لبست شورت مع كوفية مخططة فأنت مش منهم.
إذا عطست ( هاتشوووو)، فهذه العطسة قد تكون عطسة سلفية أو إصلاحية أو مؤتمرية أو اشتراكية أو من يدري.. ربما تطلع عطسة تحمل بصمات (القاعدة)!.
أيش أنت؟ مع من أنت؟ لست معنا.. إذن أنت ضدنا، هؤلاء صفتهم كذا وكذا.. وأولئك صفتهم كذاك وكذاك.
شمشون الجبار يهتف فيك ( شلوا بصوتي و إلا اخرجوا من بيتي) ودليله تنصحك (أوبه من فلان.. ولا تمشي مع علان).
حتى أسماء الحلوى لم تسلم من الصراع ، فتجد:
(المضروب) و (المشبك) و(الهريسة) و مابين (حلاوى جمال) و(أصابع زينب) لا تملك إلا أن تفتش عن (لقمة القاضي).
في الأخير.. يحكى أن رجلاً شرب خمراً، فسكر وأمسك بغلام وذهب إلى أحد الشيوخ وقال: (اعقد لي على هذا الولد)، فقال الشيخ: (كيف هذا؟ لا يجوز)، فأخرج السكران الطبنجة وهمّ بقتله ثم ذهب لشيخ آخر وفي يده الطبنجة وقال له: ( اعقد لي على هذا الغلام و إلا فأنت ترى الطبنجة) فقال الشيخ: ( مد يدك، بسم الله) وأوهمه بالعقد، فخرج السكران وهو يقول: ( قد عقد لي الشيخ على هذا الولد)، فدخل رجل على الشيخ وقال له: على أي مذهب عقدت له؟، فقال الشيخ: على مذهب الطبنجة.
متى نستخدم عقولنا قبل أسلحتنا؟ وكيف نفكر بصوت عالٍ في زمن طغى فيه صوت الرصاص؟! هاتشوووووووو..
أحمد غراب
هاتشووو..... 2009