جاء من عرس صديقه بوجنة منتفخة بالقات، متأبطا بندقيته التي أضجت الفرح وأزعجت العرس وكل المبتهجين فيه بلعلعة الرصاص، يطلب من شقيقته التي لطالما أسدت له الخدمة تلو الأخرى أن تكف عن مناقشته قبل أن "يطخها" فالرجل سرى مفعول القات بعروقه ويرى نقسه بالسماء وليس ذلك القط المتودد توسلا لـ"أخته"..
إذا كان استفزازك في لحظة تمتلك بندقية هو أن تقتل، إذا كانت معارضتك وأنت تتأبط الشر هو فقدان صوابك أمام معارضيك في لحظة جدل ليلو صوت السلاح فيما قد تكون اللحظة بدأت بمزحة حادة.. يضيع عقلك لتحضر الرصاصة القاتلة .. ذلك خطأ مجتمعي غرس فينا ثقافة أن السلاح يجب أن يظل بيد الذكور بدعوى رسوخ عقل الرجل وثقة المجتمع بتفكيره..
ها قد خانك عقلك وخنت ثقة المجتمع فيك.. المجتمع الذي لو أراد أن يحد من فوضى استخدام الكلاشنكوف ومن الجريمة المبتذلة في مجتمعنا التي انتشرت بيد ذكوري تحمل السلاح، فعليه أن يضع البندقية بيد المرأة فالأنثى برقتها قد تخلف مجتمع رقيق أفضل من شقيقها الرجل وربما الفتاة جديرة بثقافة المجتمع الملوث بالبارود عسانا مع المرأة أن نحظى بمجتمع بلا جريمة ونتمكن من الحد من ظاهرة الرعب اليومي في القتل..
إمضاءات الحنين:
قبل أن أنام ، لا أحصي الخرفان . .
بل أحصي أحبّائي الذين فارقتهم . .
يقفزون وجهاً بعد آخر من المراعي إلى المنافي ،
يتناثرون في الاتجاهات كلها .
أحصيهم جرحاً جرحاً ، ولا أنام .
أتساءل كيف صار أحباب الأمس خرفاناً في متاهات الغربة ؟
وحين أغفو ،
أجدهم في انتظاري على الضفة الأخرى ،
فأتابع إحصاء وجوههم لعلّي أنام داخل نومي !
عبد الحافظ الصمدي
استفزاز بندقية.. 2563