تتشكل شخصية الإنسان بفعل عوامل البيئة التي يعيش فيها، ولعل التكوينات الأسرية هي الأكثر تأثيراً في مسار حياة الفرد، فالتأثير الإيجابي يعطي نتائج إيجابية وبالمقابل السلبيات تعطي نتائج سلبية.
وإذا كان ذلك الفرد الذي لبسته تكوينات وسلوكيات سلبية في موقع اتخاذ القرار، فإن الضرر أكبر لا يقتصر عليه، بل يمس من يشملهم القرار أو التوجهات النابعة من سلوكياته وأفعاله.
الفشل في الخطوات الأولى لحياة الإنسان لا تنفك عن فشله في مراحل حياته اللاحقة، ضع يدك على تاريخ الأمم والأفراد، ستجد أن عقدة التكوينات تتلازم مع السلوكيات، فالجاهل يشقى بجهله والمتعثر أخلاقياً يتمادى في تعثره إلى حد الانبطاح وكل المكونات لها نتائجها السلوكية.
لعل القارئ الكريم يتساءل: ما مفهوم "البارانويا"؟
باعتقادي أن هذا المصطلح مرتبط بسلوك الإنسان السيء، أي بمعنى أنه مفهوم يحدد عدقة من عقد الحياة الناتجة عن الفعل والتمادي في الأخطاء، دون أن يعمل لما يقوم به من تبعات ويكون بنسبة عالية عند أصحاب القرار الذين يظنون أنه لا رقيب عليهم ولا ضمير لما يقومون به، وباختصار شديد فإن مفهوم "البارانويا": هو عقدة الملاحقة.
تظل عقدة الملاحقة كامنة في النفس حتى ولو أمنه من حوله لفترة ما، وعندما نتحدث عن سلطة القرار في وطننا اليمني لصاحب القرار "طالح" نضع مفهوماً أولياً هو شخصنة القرار وامتلاك العبثية والمناورة لارتباط شخصيته بـ"البارانويا" وارتكازه على لغة الدم والالتفاف على الآخر، ولو كان أقرب المقربين إليه.
"من الطبيعي أن لا يضع القدر في الأجسام الشوهاء عقولاً كاملة الإدراك"، بلا شك حطام الإنسانية، فتاريخ متأزم بالأزمات والتفجيرات اللاإنسانية في صميم القيم الإنسانية وإحالتها إلى ركام، والتي كان من شأنها أن تتجرد من القيم الإنسانية في مسارها السياسي.
لا يغفل التاريخ أحداثاً دامية مرسومة على جنبات الوطن ومحفورة في أذهان جيل صار هرم وتقاد من عليه السنين، غيبته معاني الإدراك لما يدول حوله من حقائق.
علي سليمان الدبّعي
البارانويا 1701