العناد:
هي فقط اللغة التي أصبح النظام في بلادنا يتعامل بها، من خلال رفض كل شيء والتخبط هنا وهناك ويخسر أعمدة أركانه المتهاوية منذ بداية ثورة الشباب السلمية، ولعل العناد كان ما يميز البعض في طرف المعارضة من قبل، كما كان في كل أو أغلب أمور الحياة، ولكن اليوم هاهو العناد عناد المرضى يجعلهم يتطاولون بأفكارهم الهدامة ويحاولون نشر الفوضى في عدة أماكن من المحافظات اليمنية، وما يحصل في محافظة أبين هو خير دليل على أن ملايين النظام البائد لا تزال تصرف على مفسديه من أجل نشر الفوضى، ولكن ستقطع يد كل من يحاول أن ينشر الفوضى في الوطن، سواء في العاصمة أو في أي مدينة يمنية أو حتى داخل أي ريف، النظام يتهاوى والمؤيدون ينقرضون وأموال الفساد، سواء كانت مزيفة أو سليمة، فقد اختفت أيضاً وتوجّه البعض للتطهر من حماقتهم.
ماء ماء:
أن يصل سعر الوايت الماء داخل العاصمة إلى سعر خيالي فهذا آخر ما ننتظره من خطوات إذلال شعب رفض المهانة وخرج إلى ساحات الحرية والكرامة من أجل أن يقول إرحل، فتحمل مرارة الظلام في الليل والنهار وتوقفت حياته بسبب أن توزيع مواد الحياة الضرورية لبعض الأسماء فقط واقتصار أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية بصرف الخبر والكلام، بدلاً عن صرف دبة غاز، لازلنا نعامل عليها منذ شهرين، وبسبب عنجهية البعض والذين يحسبون أنفسهم من الأخيار وهم الأشرار، كما هو الحال في بعض أعضاء مجالس النهب والسرق المحلية داخل أمانة العاصمة، وعليه فلا بترول ولا كهرباء ولا غاز ولا ماء والحمدلله على نعمة شرعية آمنة الدستورية وشرعية مؤتمر الفشل واستخراج ثروات البلاد ونهبها أمام الأعين، بل وتسخير وسائل حماية الوطن من أجل خدمة شعب، وإلا بالله عليكم لماذا يضع أفراد من الحرس الجمهوري والأمن المركزي صورة الرئيس اليمني/ علي صالح على خزانات الذخائر في الأسلحة وبأي حق يتصرفون بهذه الطريقة، وماذا سيكون مصيرهم بعد الرحيل؟!
جمعة سلمية الثورة:
لا تزال صورة الطوفان البشري الكبير الذي تجسد في ساحة الستين لأداء صلاة الجمعة الماضية أول أمس في الذاكرة من خلال الحشود العظيمة التي حضرت من أجل تأييد سلمية الثورة في وقت أعتقد الجميع أن أغلب من في العاصمة قد رحلوا، ولكن اتضح لنا جميعاً إنه لم يرحل سوى أغلب شرعية عاقل حارة السبعين وأعوانه وأعمدته الذين أصبحوا مقتنعين بمسالة رحيله يوما من الأيام وبدون رجعة، ومن الأفضل لهم أن يبحثوا لهم عن مكان في قائمة الشفاعة من بطش الشعب ومحاكمته وسجنه وعقابه ومحاسبة كل من أباح دم المواطن الباحث عن الكرامة والشاكي من ظروف الوقت والزمن فأمروا بقتله على مرأى ومسمع العالم أجمع وعبر بلاطجة وأمن النظام المتهاوي والراحل لا محالة.
واليوم لم نسمع سوى صوت الرصاص يقض المضاجع ويرعب الآمنين، ودوي الانفجارات في ليلة السبت المخيف وصداها يملأ الآفاق، ويأتي الصباح وكلا يزاول عمله وكأن شيئا لم يكن، فهل تأكد لهذا النظام انه واهم أم أن بعض رواته وأعوانه وكبار بلاطجته لا يزال يسمع لروايات البركاني والشاطر وبورجي وأهبل واحد بالطبع عبده (الجندي)، وننتظر آخرهم ليقول لاشيء حصل في الأمانة ولم يتبق إلا خيمة واحدة فيها شخصين.
أعتقد أنه كان يحسب الشخصين ابنيه أو احدهما، هذا الأحمق الكبير والذي يتواكل ويبرر كل مجزرة قام بها النظام، حتى وإن تسامحنا في خروج كبيرهم الذي علّمهم النهب والكذب والنصب، فإننا والله ثم والله لن نتسامح عن كل كلمة قالها هذا الغبي وسيحاكم عاجلاً أم آجلاً ولأن تنازل كل أولياء دم الشهداء عنه فإننا سنحمّله كل وزر وكل قطرة دم ذهبت على ساحات الكرامة والحرية، وسنقاضيه هنا أو عبر الجامعة العربية ووصولاً إلى لاهاي ومحكمة جرائم الحرب الدولية، وانتهاءً بأننا خصماؤه إلى يوم الدين أمام رب العالمين يوم يقوم الأشهاد، أي باختصار لا تركنش على مسامحة من الآن لا أنت ولا ثلاثي البلطجة، ولا كل من قام بإهدار روح مواطن.
على مشارف الرحيل:
سأكون لأول مرة من المتفائلين بقوة بقرب السقوط المدوي لهذا النظام المتهاوي منذ انطلاق فجر ثورة شباب اليمن، ولعل الدلائل كثيرة، فلأول مرة في تاريخ اليمن يتخلى مشائخ القبايل اليمنية عن الزعيم المنتظر بسبب كثرة أكاذيبه وأفلامه ومجازر الوساطات التي امتهنها منذ أمد بعيد، وكذا سقوط بعض معسكرات الحصار التي كان ينوي القيام بها حول العاصمة وسقوط الكثير والكثير ولم يتبق سوى إعلان سقوطه فقط.
بين الشباب والقبائل:
يقف الشخص محتاراً بين سلمية ثورة الشباب وبين ما قامت به قبائل حاشد وعدد من القبائل اليمنية خلال الفترة الأخيرة والأيام القلائل الماضية وإظهار أن هذا النظام أصبح في عداد الهاربين، ولكن يبدو أنه يحتاج إلى زفة على طريقة خروج المنتخبات الكبرى من نهائيات كاس العالم، ولكن بدون مشجعين أو بدون زلط البلاطجة، وعليه فما علينا سوى أن نقول اللهم خذ الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.
مرسى القلم/
تضامناً مع الزميل/ عبدالحافظ الصمدي - محرر "أخبار اليوم" وكل الإعلاميين الذين يتعرضون للاختطاف من قبل بلاطجة علي صالح، فإننا نستنكر كل أساليب العجز التي يستخدمها النظام البائد، وليعلم الجميع أن مطالب الإعلاميين ستكون بعد ثورة شباب اليمن إنهاء وإلغاء شيء اسمه وزارة الإعلام، ويبدو أنها ستكون وزارة التخطيط أو أي وزارة تستأجر مبناها بملايين الريالات شهرياً من أجل أن هناك وزارات للبلطجة الإعلامية على طريقة الحاج/ عبده الجندي، وعلى الأقل نستفيد من ثورة التغيير بتغيير بعض العقليات الهمجية، بقليل من الوعي الوطني بقيمة الوطن ومعاني القيم الوطنية.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
على مشارف الرحيل 2592