لاشك أن الثورة اليمنية الشبابية الشعبية السلمية شكلت وتشكل منعطفاً تاريخياً لليمن واليمنيين، وتحولاً كبيراً في حياة اليمنيين، وفي اعتقادي بأن هذه الثورة تكتسب أهمية كبيرة عن الثورات اليمنية السابقة 26 سبتمبر، 14 أكتوبر ذلك لأن الثورات السابقة كانت قد أتت على عناوين وأنظمة تستدعي الثورة الملكية، الاستعمار وما ترتب عليها.. بخلاف هذه الثورة السلمية اليوم فإنها أتت على عناوين ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
بمعنى أن ممارسة الأنظمة أحالت هذه العناوين الجمهورية ـ الوحدة ـ الحرية ـ الديمقراطية من وسائل للرقي والتقدم والحضارة والرفاهية إلى وسائل للقهر والاستبداد والابتزاز والبقاء، فأي ثورة على فساد واستبداد هذه الأنظمة تسوقها الأنظمة على أنها مؤامرات ضد هذه العناوين.
الثورة اليوم هي ثوره ضد الممارسات الخاطئة وفاعليها ورد الاعتبار للجمهورية والوحدة والديمقراطية أما الثورات اليمنية السابقة فكانت ضد العناوين نفسها "ملكية ـ ثوريت ـ استعمار" بصورة مباشرة، لأنها عناوين "للظلم، الفقر، الجهل" فإذا كانت الثورات السابقة.
قد قامت للتخلص من هذا الثالوث فإن هذه الثورة ضد السادوس الرهيب الذي أنتجه نظام صالح وحزبه فأنتج الفقر والتفقير، الجهل والتجهيل، والظلم والتضليل واستحوذ على ثروة الحاضر والمستقبل ومن هنا فإن الثورة اليوم واجهت وتواجه عدة تحديات.
ـ أولها: مهمة إثبات الحفاظ على العناوين "الجمهورية الوحدة، الديمقراطية، الحرية" وعلى مضامينها عملياً.
ثاني تحدي: الحفاظ على الطبيعة السلمية للثورة.
ـ ثالث تحدي هو الحفاظ على وحدة الثوار وتماسك الثورة خاصة وأنها شبابية وشعبية تضم كل الشرائح والأفكار والقوى السياسية والاجتماعية والقبلية.
رابع تحدي: تعنت النظام وتشبثه بالسلطة.
خامس تحدي: مواجهة الثورة المضادة على جميع الأصعدة إعلامياً، سياسياً، شعبياً، أخلاقياً.
سادس تحدي: والأهم الحفاظ على مسار الثورة، باستمرارها بعد سقوط النظام.. وكيفية التعاطي مع الفترة الانتقالية.
ولذلك فلا غرابة أن نرى اليوم الثورة الشعبية اليمنية تأخذ بعداً زمنياً أكبر من غيرها ـ وبعداً اجتماعياً وبعداً سياسياً ولم يحصل في غيرها من الثورات السلمية الحديثة وبعداً حضارياً يتمثل في الإضراب والعصيان المدني والمسيرات وتشكيل التكتلات والكيانات الشبابية والبرلمانية والإدارية والحقوقية، والمهنية وفي ظل هذا الصمود هناك براهن على انقسام الشباب في الساحات وآخرها التحريض في الإعلام الرسمي وغيره على الأخت/ توكل كرمان الثائرة الحرة من خلال سؤال الشباب كيف ترضون أن تعتلي المنصة امرأة وتأمركم وتوجهم.
وهنا أذكر كثيراً من الإخوة الذين تحاملوا على الأخت كرمان بأن ما حدث في ذلك اليوم كان زحفاً استطلاعياً وقد رسم خارطة طريق الحسم والزحف النهائي كرافعة لها قوة ومقاومة ومحور ارتكاز.. فتحية للأخت توكل كرمان وجميع الثوار في جميع الساحات.
عبدالوهاب إسماعيل علي
الثورة لن تموت والشهداء خالدون والتاريخ لا يرحم 1557