(لا بد للمجتمع من ميلاد ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام).. سيد قطب
إن ما نشهده اليوم في ساحات يمننا الحبيب، تباشير ظهور هذا المولود الجديد (يمن المحبة والخير والسلام) بعد أن دمره هذا النظام خلال "33" عامًا، نهب فيه ثرواتنا وأهدر فيه كرامتنا، أشاع الفوضى والأمية بين أوساط المجتمع، أحال شباب المجتمع إلى قطيع من الأمية والفقر والجهل.
إن ثورتنا المباركة تسير في نهايتها المحتومة لها في تحقيق النصر وبناء الدولة المدنية الحديثة وإزاحة عصابة الفساد ونظام العائلة والأسرة الواحدة.
إن قيام ثورة "26سبتمبر و14 أكتوبر" المجيدتين إنما جاءت للقضاء على حكم الأسرة، حكم الإقطاع، حكم الكهنوت، قدم فيه شعبنا اليمني شماله وجنوبه دماءه من أجل إزاحة حكم الأسرة وها هو شعبنا اليمني اليوم يقدم فيه دماء وأرواح شبابه من أجل إنهاء حكم أسرة (الصالح) الذي أحال بلادنا إلى إقطاعية له ولأسرته، نهب الثروات، أقام إقطاعيات للأسرة الصالحية وإلا فأين ثروات هذه الأمة من البترول والغاز والأسماك ....الخ.
أحال مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات تخصه وأقاربه وأسرته وليس عنا ببعيد (المؤسسة الاقتصادية، الخطوط الجوية اليمنية، شركة التبغ الوطنية، وغيرها من الشركات التي تسيطر عليها هذه الأسرة.
إن الدماء التي سالت وتسيل من شبابنا اليوم في عموم المحافظات ما هي إلا إيذانًا وتبشيرًا بالنصر العظيم وإنهاء حكم الأسرة الصالحية ونظام الحكم الصالحي إلى نهايته وسوف تنتصر اليمن بدماء شبابها وشيوخها وأطفالها وأبنائها ونسائها عمدت هذه الثورة المباركة بدماء جميع اليمنيين في شتى أنحاء هذا الوطن لنبني اليمن الجديد الذي تحكمه المؤسسات و القانون والنظام، وينتهي فيه حكم الفرد والأسرة الواحدة إلى الأبد.
محمد عبدالملك
ميلاد يمن جديد 1968