لقد استطاع شباب الثورة في اليمن أن يسقط كل الرهانات والشائعات التي يتشدق بها النظام منذ اندلاع الثورة المباركة، بعد فشله الذريع طوال "33" عاماً في السلطة، أوصل البلاد إلى هذا المنعطف الخطير، وأدخل البلاد في ستة حروب أهلية طاحنة، لم تعرف أسبابها ودوافعها بعد، استنزف فيها قدرات وطاقات الشباب المسحوقين في هذا الوطن، وحصدت الآلاف من القتلى.
هذا النظام طيلة "33" عاماً، نهب الثروات وخلق الفتن والأزمات والفوضى، عبث بمقدرات هذا الوطن، قضى على كل جميل فيه، وأثار الخلافات الطائفية بين أوساط مجتمعه، واتسعت في عهده رقعة الفقر والبطالة والتخلف، وانتشرت الوساطة والمحسوبية، واختزلت السلطة في أشخاص محددين، بدلاً من ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية، وترسيخ مداميك الوحدة اليمنية.
وبهذه السياسات الخاطئة، أثبت النظام فشله الذريع في قيادة البلاد وتوالت أوراقه السقوط أمام ثورة الشعب السلمية التي أثبتت صمودها أمام نظام متهالك، فقد كل مقوماته من استقالات جماعية من حزبه ورجالاته في القوات المسلحة، وانضمام القبائل لهذه الثورة.
وبهذا يكون النظام قد عاد إلى دائرة الصواب وأدرك تماماً أنه أمام ثورة عارمة من الصعب إجهاضها، إنها ثورة شعب بأكمله.
إبراهيم القباطي
مكاسب الثورة 2110