;
حسين محمد طنم
حسين محمد طنم

ثورة الثروات المنهوبة 1742

2011-05-14 03:00:32


كثير منا يعلم مدى الوضع السيئ الذي وصلت البلاد إليه مؤخراً، وانتكاس الأوضاع المعيشية إزاء تدهور المستوى الاقتصادي والسياسي من قبل كبار الفاسدين والتي قادت في النهاية إلى اندلاع الثورات العربية، والتي قد تكون وراءها سيناريو الديمقراطية والتباهي بمنهجها أمام سكان العالم.
ولم يكن في حسبان هؤلاء المفسدين بأن هذه الثورات ستتقدم يوماً بعد يوم وساعة بعد أخرى، لطالما بأن هناك أمناً قامعاً وسلطاناً قابعاً بالحكم لأجل غير مسمى، تغافل بأن يوم من الأيام سيدور الزمن عليهم ويقفون أمام ضمائرهم وأمام الشعب ويسألون عما اقترفوه من سيئات وانتهاكات لدماء أبناء الوطن والذين تعهدوا بحمايتهم من أفواه البنادق الحاقدة على التغيير للنظام الجهوي و الأزلي.
فأنتم أيها الفاسدون قد دفعتم ثمن هذه الثورة مقدماً، لسكوتكم عن الفساد ذاته ورضيتم على النظام والرشوة والمجاملات بين أبناء الوطن الواحد، وضيعتم القضاء الذي يحفظ حق كل صغير وكبير والعدالة الاجتماعية التي تحفظ البلاد.
في حين تناسينا بأن الذي يحصل اليوم في الشوارع من تظاهرات وتصديق للرأي الشخصي دون قبول الرأي الأخر، وبيع الذمة و الصوت في زمن مضى لم يكن في الحسبان سوى المصالح الشخصية، دون إدراك لما تأتي به عواقب الأيام القادمة.
ومن ينقذ الوطن اليوم مما فيه ويعيد مجده الخالد، و ثرواته المنهوبة وخيراته الوافرة، والتي دخلت في جيوب المبايعين، دون اعتبار لمن هي تلك الأموال والمصالح، وهل هي حلال أم حرام، والزج بالوطن إلى أسفل سافلين.
وأين أنتم أيها المتطفلون على النظام والمدعون للشرعية والقانون، عندما يذهب المواطن للمحاكم ولا يجد من ينصفه ويذهب للأمن ولا يجد من يتوجب ضبطه ومحاكمته، إذا كان المطلوب من أعوان النظام الساقط نفسه.
فهؤلاء المرابطون بساحات التغيير بهذه اللحظة، هم ثروة من شباب وأخوات وأمهات وشيوخ.. ثروة وطنية أغلى مما تحت ترابها إن لم تكن جمعتهم الثورة التونسية والمصرية وغيرها، هي في الأصل جمعتهم الوحدة الوطنية والخوف على المستقبل، لإيجاد نظام بديل يكفل العيش الكريم لكل فرد وأسرة تطمح للأحسن، كي تطوي صفحات الأيام المرة، وتحلم بحياة مستقرة.
فمن يا ترى السبب الذي يفتعل الأزمات، ويقتل المعتصمين العزل في الساحات، ويعدم مادة الغاز والديزل والبترول، ويقول قطاعين الطرقات، من يا ترى يدبر المكايدة ويستمع إلى دعاة الخراب وتضليل الرأي العام وقمع التظاهرات بمسيلات الدموع وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح، وكأننا في عصر الإمامة والجاهلية الأولى.
أين نحن من الحوار؟ وأين هو الحوار أصلاً الذي ينادي به أصحابه عندما يموت الشباب والأطفال في الساحات؟، أين هي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي؟، لم نر سوى الدخان السام ونسمع أصوات الرصاص الحي، ليموت من تتجه إليه تلك الطلقات الخارقة لأجساد دعت إلى الحرية والكرامة الإنسانية.
 كيف بالله عليكم أيها المزايدون أن تدسوا الشياطين للفتنة والاقتتال والتحرش والبلطجة بينكم، ثم بعد القتل تولون مدبرين، وأن ما حدث كان بفعل ضغطة أصبع فقط والشهيد يرحمه الله.
 شمعة مضيئة:
من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه، لطالما انتهجنا النظام الديمقراطي والذي يشجع للتعددية السياسية، ولكن دون تجاوز لحدود الآخرين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد