كلمة قالها شعب عن بكرة أبيه، ثائرون بكل ما تحمل كلمة "ثائر" من معنى، فهي ثورة شعب وليست أزمة سياسية كما يظن البعض، حتى نحتاج إلى حوار بين طرفين سياسيين أو حزبين متنافسين.. نعم، إنها ثورة شعب ليست بحاجة إلى مبادرات متتالية - مبادرة تلو الأخرى حتى يصبح لدى اليمن قانون يسمى (بقانون المبادرات).
فالثورة ليس من مسكناتها المبادرات والإصلاحات والتنازلات وما شابه ذلك من المصطلحات السحرية التي اعتاد النظام علي استخدامها طوال "3" عقود ونيف من الزمن، فالنظام اليمني استخدم ويستخدم حرباً باردة ضد شعبه، ويستخدم فيها سلاحاً أخطر من السلاح النووي المحظور استخدامه عالمياً، وقد يتساءل البعض ويقول لا يوجد في العالم سلاح أخطر من النووي، وأقول: يا عزيزي القارئ إنه سلاح موجود على أرض الواقع، ألا وهو سلاح التجهيل والتجويع وهذا موجود لا شك ولا ريب.
ولا تنسى عزيزي القارئ أن هناك سلاح يستخدمه النظام في هذه الأيام، وهو سلاح أخطر من الفسفور الأبيض، سلاح ظهر في العقود الأخيرة من حكم النظام وهو سلاح (فرق تسُد)، وهو بمعناه الأصح إشعال الحروب ونشر الفتن بين القبائل المتجاورة، حروب أكلت اليابس والأخضر، فكم من قبائل متناحرة ويسقط فيها عشرات القتلى والجرحى والحكومة لم تحرك ساكناً، بل العجيب من ذلك أن القبائل تستلم الدعم من الحكومة وازداد فوق الطين بلة، وإلا فمن أين للقبائل تلك الأسلحة الثقيلة.
فهذا السلاح الخطير ليس بجديد على اليمن، فقد استخدمه الإمام في شمال اليمن واستخدمه أيضاً الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن و استمروا في الحكم مئات السنين حتى قامت ثورتا "26 سبتمبر" و"14 أكتوبر" وقضي على تلك الأسلحة السامة، وها هو اليوم يجري النظام في نفس المجرى وحكم اليمن عشرات السنين، ولكن خاب ظنهم الذي كانوا يظنون وقامت ثورة الشباب لهم بالمرصاد رافعين شعار "ثائرون ثائـرون حتى ترحلوا".
anadmh@hotmail.com
سند محمد حسين
ثائرون حتى ترحلوا 2118