منذ قيام الثورة اليمنية وبداية الإعتصامات في "11" فبراير 2011م، وإلى اليوم ومع وضوح الأهداف التي قامت عليها الثورة، إلا أننا نجد الموقف الخارجي إن لم يكن مبهماً، فإنه نتج من فهم وفكر أعوج.
فالأولى أميركا أكتفت بالتنديد والتشجيب وصلى الله وبارك.. "ويسدوا"، وما دون الخليجيين فهم صامتون، أما أشقاؤنا في الخليج، فكثّر الله خيرهم لحد الآن أربع مبادرات ويا حراجاه يا رواجاه، وهذا بالفعل ما نسميه بالبلدي (بوار).
المشكلة هنا ليست بالكم بقدر ما هي بماهية هذه المبادرات، والتي بين فينة وأخرى تتعدل وتتغير بما يناسب (عمهم علي)، لا بما يطمح له الشعب الثائر، وفي كل مرة يأتي مبعوثهم إلى الرئيس – أظنه- يكون متفائلاً ومتفاخراً، فمن أرسلوه سيصلحون الوضع وسيكفيهم الله وصول شرارة الثورات إلى بلدانهم، ولكن الرئيس يعطيهم حق الضيافة ثم يُرجعهم بخفي حنين، فمرة يرفضها نهائياً ويعتبرها تدخلاًً في شؤون بلاده الداخلية ومرة يضيف بند ومرة يعدل بند وأخرى يوافق ويعتذر عن التوقيع ويبعث من ينوب عنه.
والمسكين (أقصد المبعوث) هو اللي يروح ويجي عشان خاطر عيون عمهم "علي" لا غير.. ولو أعرف – مثلاً- أن تكاليف سفره يدفعه من جيبه سأشفق عليه أكثر..
دعونا نعترف أن أشقاءنا بالخليج يحبون الرئيس ويدللوه وإلا لما فشلت مبادراتهم وفي كل مرة يختلق عمهم علي سبباً لرفضها.. ويكون غرضه أما المماطلة وتأخير رحيله بأي سبب كان، أو محاولة تفصيل مبادرة على مقاسه، وهذه الأخيرة أظنها الأرجح، فعلي صالح يريد مبادرة يضمن من بنودها بقاءه على كرسيه حتى انتهاء مدة حكمه وإعطاءه حصانة هو وذويه من المحاكمة وهذا مستحيل أن يحدث بلا شك، لأن معناها سيكون فشل الثورة والثورة بإذن الله هي الفائز الوحيد، بل ودماء الشهداء وأنين الجرحى لن تتركه يرحل بسلام.
من جهة أخرى تلوح بوادرها لنا من خلال رفض الرئيس للمبادرات التي وصلت لحد الآن، أنه يريد أن يوصل لأشقائه الخليجيين، أمله فيهم أن يعطوه مبادرة تبيض الوجه وتخرجه كالشعرة من العجين وعليهم فقط وأن يشدوا حيلهم بالمبادرات وهو أكيد (بينقي) المبادرة التي تناسبه..
عموماً الله يعين الخليجيين عليك يا (عمهم علي المُدلل)..
وفي ظل تجاهل هذه المبادرات لصوت الشباب تعلو أصوات للرفض القاطع لهذه المبادرات بأوساطهم، فما تعنيهم مبادرات لا تتضمن في مضمونها رحيل فوري ومحاكمة عادلة، سوى أنها تطبيب لجروح عمهم علي، فبالطبع ليس سهلاً أن يقتنع عمهم أنه سيرحل وسيحاكم..
إذن الآن أمامكم أمرين، إقناع عمكم بالتوقيع على مبادرتكم واعملوا حسابكم على مبادرة ترضي غروره ومن ثم إقناعه بتنفيذ المبادرة فعلياً، وهذه لوحدها تحتاج عشر مبادرات منكم، فشدوا حيلكم يا دول الخليج عاد المراحل طوال.. لحد الآن أربع مبادرات وأظن الخامسة قادمة.
ورحم الله من قالت لي يوماً (جمعة وراء جمعة ومبادرة وراء مبادرة وعلي صالح ينتظر مبادرة ترفع رأسه).
أحلام المقالح
بَوَار المبادرات 2287