منذ وقت طويل عملت القاعدة في اليمن بشكل مستقل عن منظمة أسامة بن لادن، لكن الرئيس اليمني ربما يؤكد على التهديد الذي فرضته المنظمة من أجل البقاء في السلطة
بقلم اريك ستير
مقتل أسامة بن لادن في غارة جوية قادتها الولايات المتحدة هذا الصباح سلط ضوءا جديدا على واحدة من أبرز فروع تنظيم القاعدة المسمى القاعدة في شبة الجزيرة العربية والتي تتخذ من اليمن مقرا لها. بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فإنه حتى عندما حصلت الولايات المتحدة على معلومات عن مكان تواجد أسامة بن لادن في أغسطس من العام الماضي، كان كبار مسئولي إدارة أوباما يرون فرع القاعدة في اليمن يشكل خطرا اكبر من تنظيم القاعدة في باكستان. على الرغم من سلسلة الضربات الجوية والغارات الأخيرة التي شنتها حكومة الرئيس علي عبدالله صالح التي تزايد تعاونها مع عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية، إلا أن الحكم المركزي الضعيف في اليمن والتضاريس الوعرة وانتشار الفقر قد سمحت للمتشددين بالعمل بحرية تامة. لكن الآن، مع الدفع بنظام صالح إلى حافة الانهيار، اليمن هي في موقف ضعيف لكبح النشاط المتطرف – بما فيها نوع الهجمات الانتقامية التي تسعى الولايات المتحدة حماية مواطنيها منها. في خطاب ألقاه الرئيس باراك اوباما الليلة الماضية قال محذرا: "من دون شك أن تنظيم القاعدة سيستمر في مواصلة الهجمات ضدنا، لذلك يجب علينا وسنظل يقضين في الداخل وفي الخارج".
تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية يختلف عن تنظيم بن لادن
الهجوم الذي وقع قبالة سواحل عدن, المدينة الساحلية في جنوب اليمن, كان الأول الذي لفت الانتباه الدولي إلى تنظيم بن لادن. فبعد نحو عام من وقوع هجمات 11 سبتمبر، نفذ متشددوا القاعدة عملية انتحارية ضد المدمرة الأمريكية يو إس إس كول, والذي أسفر عن مقتل 17 ضابطا أمريكيا.
في الآونة الأخيرة, استهدفت القاعدة في اليمن الأراضي الأمريكية مرتين في سنوات عديدة. كلا من مؤامرة الطرود المفخخة الفاشلة في عام 2010 ومؤامرة قنبلة يوم عيد الميلاد في عام 2009 كان منشأهما في اليمن حيث يدير المجموعة الآن ناصر الوحيشي، وهو سجين سابق في خليج غونتاناموا والذي عمل طويلا سكرتيراً لأسامة بن لادن في أفغانستان. يقول غريغوري جينسون الخبير في شئون اليمن من جامعة برينستورم: "لكن تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية اليوم يعمل بشكل مستقل عن منظمة بن لادن وبالتالي فأنه من غير المرجح أن يكون لمقتل أسامة بن لادن أي تأثير مهم على فرع تنظيم القاعدة في اليمن."
وأضاف جينسون "يقود ناصر الوحيشي القاعدة في شبة الجزيرة العربية كمنظمة مماثلة للتنظيم الأم, حيث أن الوحيشي يقود ويسيطر على الناس الذين يعاهدون الله بالولاء له, وهي نفس الطريقة التي اعتادوا القيام بها أمام أسامة بن لادن. أما بالنسبة للعمليات المتتالية، فأنا لا أرى لها ذالك التأثير الكبير جدا".
الرد الأخرس في بلد أسلاف بن لادن
مع ذلك سارعت الحكومة اليمنية في الترحيب بالغارة الأمريكية على بن لادن. وقالت الحكومة في بيان لها: "ترحب الحكومة اليمنية بالقضاء على أسامة بن لادن مؤسس شبكة القاعدة الإرهابية. العملية الناجحة التي قادتها القوات الأمريكية تشكل معلمً تاريخياً في الحرب العالمية الجارية ضد الإرهاب".
لكن ردة الفعل الشعبية على مقتل الزعيم الإرهابي كان صامتا بشكل ملحوظ في اليمن, موطن أجداد بن لادن, التي شهدت احتجاجات كثيفة على مدى الثلاثة الأشهر الماضية. يقول حسام لقمان، احد المتظاهرين في ساحة التغيير بصنعاء,"مقتل أسامة بن لادن لا يعنينا في شيء, ولن يكون له تأثير على الشعب اليمني وعلى القاعدة في اليمن."
حتى إن الكثير من في الشوارع بالعاصمة لم يكونوا يعلمون عن الغارة الأمريكية والتي أودت بحياة أخطر إرهابي في العالم.
صالح يمكن أن يستخدم تهديد القاعدة للبقاء في السلطة
في حين أن نهاية الـ10 سنوات من المطاردة الأمريكية لابن لادن لم تثير استجابة قوية من الشعب اليمني, فبعضهم يعتقدون بأن هذه الأخبار ستخلق فرص لرئيس البلد المستعد للحرب للتمسك بالسلطة التي يتولاها منذ 32 عاما.
لمعت الولايات المتحدة صالح كحليف لها في الحرب على تنظيم القاعدة, وأكثر من مضاعفة مساعدتها إلى 150 مليون دولار العام الماضي. إلا أن الرئيس حذر أمريكا مؤخرا أن تنحيه يعني مكاسب للجماعات الإرهابية.
وقال صالح في مقابلة أجرته معه قناة ال بي بي سي "القاعدة تتحرك داخل مخيمات الاحتجاجات وهذا أمر خطير للغاية, فلماذا لا يبحث الغرب في هذه الأفعال المدمرة وأثارها الخطيرة على المستقبل؟
ويزعم المتظاهرون إن صالح منذ سنوات يبالغ في الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اجل الحصول على مكاسب سياسية, والآن, يبدوا إن صالح قد تخلف عن المبادرة التي ترعاها دول الخليج والتي من شأنها أن يترك السلطة مقابل الحصول على حصانة, ربما يتطلع للاستفادة من وفاة بن لادن.
ويقول عبدالله يحيى, احد المتظاهرون في صنعاء" القاعدة في اليمن هي دائما اداة سياسية, ولن تكون مفاجئة إذا تبنى هذا التهديد الآن."
صحيفة كريستيان ساينس مونيتور
كيف سيكون تأثير وفاة بن لادن على القاعدة في اليمن 2355