;
غيلان العماري
غيلان العماري

عن "النيران الصديقة" 2007

2011-04-20 10:41:04


أمس الأول شدني طرح ستينية ـ أو تزيد ـ أسهبت في الحديث عن مناقب الثورة ومساوئ ما قبلها وعرجت على حكم الأخ الرئيس وسماحته وعن "شلة الجن التي ودفت به، "عصابة رأسه" ـ حد قولها.
 كان حديثها يخترق شيئاً فشيئاً مسامات المشاعر التي أرهقها جدل صاخب أفلت من زمام الموضوعية فهو عقيم، وكان لطرحها وضوح بيان ظل يمضي بنا نحو قلاع الدعة والإطمئنان حيناً، وآخر نحو أدراج الترقب والخوف فنرتد إلى حيرتنا ونذوي بصمت شديد، بينما ظلت عبارة "عصابة رأسه" تمخر عباب ذلك الصمت بتساؤلات لم تتوقف عند حد رغم توقف الحديث.
ما الذي جعل معظم الناس يتوافقون رغم اختلاف مشاربهم على حقيقة أن وراء معظم حركات التذمر ضد هذا الزعيم أو ذاك، مسؤول فاسد ظل يقصف بمقامراته العابرة للطيش آمال الناس وأحلامهم فتعلو على ضفة الوجع الوطني أنات سخط ومرارة عذاب ؟ ألم يسهم تواجد هذا الصنف اللاهث خلف أطماع الذات بشراهة مخيفة، ألم يسهم تواجده ـ السيء ـ إلى جانب السلطة في إشباع مشاعر الناس ضدها بعاطفة الكراهية والانتقام؟ كيف لم تتنبه الزعامات العربية لحقيقة ذلك الدور المشبوه الذي مارسته تلك الثيران ـ عفواً ـ النيران الصديقة وهي التي أنفقت الكثير الكثير في سبيل تسييج بقائها من أي نازلة أو خطب؟ أكانت على اتفاق مع السذاجة فهي تمضي بعضاً ووحدها الصور التي يكتظ بها المشهد السياسي العربي اليوم هي من تتكفل بالإجابة على ذلك وبوضوح، خصوصاً في ظل اقتحام مارد التغيير لقمرة المشهد السياسي العربي وقيادته لكثير من التحويلات السياسية الهامة التي نجح بعضها واختلط في البعض الآخر حابل البقاء بنابل الرحيل وما يزال.
هنا في اليمن ثلة من الانتهازيين اقتربوا منك ـ يا فخامة الرئيس ـ أو قربتهم أنت إليك فابتعد عنا وعنك وطن بحجم اليمن السعيد، أمعنوا في تزييف الواقع من حولك فأنعمت عليهم بثقتك التي تسللوا من خلالها ليس إلى مواقع السلطة فحسب بل التسلط والاستبداد والتي أثارت مواجع العامة وقدمتك ـ بقوة ـ كمناهض لأحلام البسطاء تحول دون انتقالها بسلاسة نحو مربعات غدٍ مشرق يمد ذراعيه نحو الجميع دون استثناء، كان تواجدهم إلى جوارك يجور على الوطن بمعارضة استعراضية أفنت عمرها في سبيل التحالف مع الوهم لبناء توجهات هشة مثيرة لشهية الانتهازية والابتزاز، وكنت كلما شرعت في التقدم أكثر نحو معايشة الحقيقة، حقيقة واقع مضه طول الأنين، تسابقوا إليك وأخذوا يعلنون بسوء نية "كل شيء تمام يافندم"، أتراهم كانوا يضمرون لك شراً؟ كل المؤشرات تذهب باتجاه الإجابة بـ"نعم"، فحتى الذين أحبوك ـ وهم في نظري كثر ـ ظلت ممارسات أولئك الحمقى من سدنة الذات تقلص من حضورك المدهش في قلوبهم، حيث استحالوا بفعل دخولهم المستمر في مغانم هذا الوطن الكسير وخروجهم المشبوه من مغارمه إلى أداة هدم أجهزة ولا تزال روح ثقتهم بتاريخك الحافل بالدهشة والإعجاب، فبدت تبرز لدى السواد الأعظم منهم، خصوصاً أولئك الذين تدهس معيشتهم عجلات الفاقة والضياع، تبرز أنياب الضغينة ومخالب الانتقام.
شرفة: 
وطني، كلما أوغلت في السفر إليك، أعلنتني المسافات منطقة منكوبة بالرحيل، من يسد رمق الوصول وكل الاتجاهات تقذف تيهها في وجه القوافل!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد