إن ما تمر به اليمن اليوم يعد منعطفاً خطيراً في تأريخ اليمن، إنها ثورة الشعب اليمني وثورة الشباب اليمني من أجل دولة مدنية حديثة، والتخلص من الظلم والتهميش والفساد الذي ينتهجه النظام الحالي ،الذي اتخذ إستراتيجية النظام المركزي منهجاً له ليحقق مصالحه الشخصية ،واستخدام الديمقراطية كستار وهمي ليضلل الرأي العالمي بها.
لكن الشباب الذين كانوا أطفالاً صاروا اليوم أبطالاً يثق المجتمع بهم ويعطيهم كل المودة والاحترام ،لقد حققت هذه الثورة الكثير من المنجزات التي لم تكن في الحسبان وعلمتنا التضحية والإيثار والوحدة والإحساس بالوطنية والقومية الحقيقية، ولقد أقيمت دراسة ميدانية في ساحة الحرية بتعز لقياس مدى إيمانهم بنجاح الثورة، لقد كانت دراسة متزامنة مع الشائعات التي تنشرها الفضائيات من تخوفهم من فرقة الصف بين الشباب في الساحات ووجود العديد من التنظيمات والأحزاب، ولكن الدراسة أثبتت وحدة الصف بين كل هذه التنظيمات بنسبة 93%وهذه النسبة كبيرة جداً، مما يؤكد نجاح هذه الثورة.
إن الشباب اليوم في جميع ساحات التغيير في اليمن يؤكدون رحيل النظام السقيم، لإقامة دولة حديثة قائمة على العدل والمساواة، دولة مدنية تحقق أهداف ثورة26سبتمبر، إن ثورة الشباب تدخل في شهرها الثالث ولا تزال مستمرة ، لم تنطفئ شعلتها بل على عكس ذلك، فإنها تزداد توهجاً يوماً بعد آخر، في رعاية أبنائها الشباب الذين يطالبون برحيل النظام الفاسد كل يوم لم يملوا أبداً ولم يتذمروا، فهم اليوم يراهنون على رحيل النظام بكل مفاصله ،ويعرفون أن النظام الفاسد لعب بكل أوراقه لكي يفرق الشباب من الساحات ،وكلما استخدم أساليب الغدر والخيانة والمكر والكذب يزداد رسوخاً وإيماناً وخبرةً ليرى النور والغاية التي يسعى للوصول إليها، لقد استخدم النظام كل أساليب القمع والعنف ليرد هؤلاء الشباب إلى بيوتهم، من الرصاص الحي والقنابل السامة والحرب الإعلامية السوداء ، كما أنه استخدم الشائعات من حروب أهلية وانفصال والحجج التي يتحجج بها من تنظيمات القاعدة ودخولها البلاد ففشل أيضاً، فلجأ للبلطجة في استخدام عقال الحارات وتسليمهم السلاح ليقوموا بتوزيعه على الشباب وغيرهم ليلصق عليهم تهمة القتل والعنف فيما بعد عليهم ولازال يستخدم إستراتيجية (فرق تسد) وكل محاولاته بائت بالفشل الذريع، خاصةً مع وجود تأييد خارجي لثورة الشباب ،فقد استنكر العالم العربي والأوروبي ما يحصل في اليمن من قمع وعنف للشباب السلمي ، وطالب جميعهم بتنحي الرئيس صالح.
إن الشباب اليوم يرسمون بدمائهم لوحة فنية جميلة وهم يتصدون لكل هذه العقبات التي يواجهونها بكل شجاعة وثقة وكأنهم حربة واحدة يجمعهم حب اليمن والوطن، فلماذا الخوف على الوطن؟، نحن سنحمي الوحدة لا يتحجج النظام السقيم بهذه الحجج الواهية؟، فالشباب اليوم خلقوا في هذا الشعب العظيم الأخلاق العالية، وكل معاني الإسلام النبيلة من إيثار وحب وأخوة وتضحية وكلما تأخر رحيل صالح كلما زادهم ذلك تكاتفاً وتآلفا وهم يهتفون بصوت واحد يومياً بنشيد الوطن والحنين له "رددي أيتها الدنيا نشيدي، رايتي وحدتي أمتي".
فما أروع ما حققته ثورة الشباب، فماذا بقي لهذا النظام، لماذا لا يترك الرئيس صالح الحكم ويرحل؟، ماذا بقي له اليوم؟.. فليتخذ قراره بسرعة بالرحيل، فنحن سنحمي اليمن .
أنور عبدالقادر الفتيح
الرحيل المُر 2066