;
يحيى علي الشامي
يحيى علي الشامي

هل لهؤلاء من ضمير يؤنبهم؟! 1936

2011-04-13 09:11:09


على حساب من هذه البحبحة؟ من أباح لكم أموال الشعب تبلعونها؟ من أجاز لكم أن تلتهموا كل شيء في هذه الأرض؟ من خولكم أن تأكلوا قوت الفقراء والمساكين؟ من أفتاكم بأن تجمدوا التنمية والخدمات، تحولوا اعتماداتها إلى أرصدتكم وإلى عمارة القصور واقتناء المزارع والأراضي والتجارة؟
 يا هؤلاء.. أما تشاهدون البطون الخاوية والأفواه الفارغة؟! أما تحسبون نفقاتكم اليومية كم تبلغ أرقامها؟ أما تفكرون في شعب غالبيته فقراء، تتكون كل أسرة فيه من ثمانية إلى عشرة أفراد ولكن فأكثر بمعدل ستمائة ريال للفرد الواحد في الشهر، هذا فيمن له راتب وأغلب الفقراء لا راتب لهم ولا فرص للعمل وأنتم تعبثون بأموال هذه الأمة المسحوقة، تلجئونهم إلى أن يبحثوا عن فضلاتكم في صناديق القمامة، أأنتم من البشر أم من الحجر بل إن الحجر أرحم منكم فمنها ما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج من الماء وإن منها لما من خشية الله وأنتم لا خشية ولا رحمة.
 يا هؤلاء: الله خلق هذا الوطن لكل أبنائه وليس لكم أن تستأثروا بخيراته، فأنتم أجراء وليس لكم إلا ما للأجير، وحتى أن هذه الصفة لم تكونوا أهلاً لها، لأن الله يقول "إن خير من استأجرت القوي الأمين"، من منكم قوي في الحق ومناصرة الحق، ومن منكم أمين على أموال الأمة وكرامة الأمة.
 يا هؤلاء استحوا من الله وأعلموا أنه إذا كنتم في مأمن من العقاب في الدنيا فلن تفلتوا منه في الآخرة، فعقاب الله شديد، إذا كان الرئيس قد غض النظر عنكم هذه الفترة الطويلة حتى أكلتم الأخضر واليابس فإن عليكم أن تردوا الجميل على الأقل بأن تعفوا من الآن لكي يتمكن من معالجة البطون الجائعة ومن حل مشكلة الموظفين الصغار والذين تعصرهم الحاجة إلى أن يفقدوا صوابهم ومشكلة الجنود المرابطين في قمم الجبال وبطون الأدوية والذين يتحملون مسؤولية لا تفي مرتباتهم بتغطيتها.
 إنكم إن استمريتم في عدوانيتكم على أقوات الأمة فإنكم تعرضون أنفسكم إلى الخطر، وصبر البطون الجائعة لن يطول والرئيس لم ولن يظل يحميكم إلى ما لا نهاية وأنتم تسيؤون إليه بأعمالكم هذه الجهنمية، وهل تفهمون أن الناس يفهمون كل أساليب الحيل والمكر وكل مكتسابتكم المشبوهة وأرصدتكم المستعارة الأسماء والثابتة، وهل تفهمون أن الناس يفهمون كيف كنتم قبل الثورة وكيف أصبحتم اليوم.
 والسؤال الذي لا محيص لكم منه: من أين لكم هذه؟! ومن منكم يملك صكاك أبيه حتى يثبت نزاهته وشرفه.. إن الذي يأخذ كل سفينة غضباً ويريد أن لا يفتح أحد فمه نحوه لهو غبي وغبي وغبي "ما يقعش كعك وأسنان"، ولعمري أن هذا في صالحكم لو كنتم تعقلون، إذ أن رسول الأدب والتأديب قال لنا: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وتعرفون أنتم وعندكم العمل الرقمي كم هي الأموال التي تدفقت على هذا الشعب من أول الثورة حتى اليوم وكم هي وارداته البرية والبحرية وهل كل ذلك يتفق مع التنمية والخدمات التي حدثت، قد تقولون مكابرة نعم نتفق نحن، فنقول لكم: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، أؤكد أنكم لن تجرأوا ولو تجرأتم لقلنا لكم: هذا الملك الذي تركتموه وراء ظهوركم والذي بلغ البعض منكم القدرة على إقامة دولة على حسابه من أين جاء هذا الملك.
 كان التاجر يتاجر لمدة "30" أو "50" عاماً لا يستطيع أن يعمر له دكاناً واحداً والتاجر اليوم يغتني في ليلة وضحاها، لأنه مسؤول وتاجر وقائد وشيخ يمدد أبو حنيفة ولا يبالي، ثم نسألكم مرة ثانية هذه الأموال التي تكدسونها لمن؟ أأنتم ميتون أم لا؟ إن قلتم لأولادكم فإن أصحاب هذه الأموال الحقيقيين وعن طيب نفس يوافقون لثلاث درجات، فهل توافقون على ذلك على أن يعود الفضل إلى أهله.. الفقراء المسحوقين؟!.
 يا هؤلاء استحوا، من أكل وعين تراه فلا يلومن إلا نفسه".
 يا هؤلاء استحوا من الله "ما آمن من بات شابعاً وجاره جائع" والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم "اتقوا الله، أباؤكم عاشوا على منتجاتهم الزراعية المتواضعة ومن كان له فضل كان يفتح مدافنه ويقرض المحتاجين "ويطعمون الطعام على حبه"، وهو من كد يده، أما أنتم فأموالكم معظمها مشبوهة وبعضها مالكها معروف وحي يرزق، ثم إنكم تعتقدون بأن المال العام مباح وتجهلون أنه ملك للعامة من البشر وأن هؤلاء العامة خصومكم بين يدي الله.
 إذا كان الميت منكم المكبل بالدين لا تصح الصلاة عليه إلا بعد قضاء ديونه لشخص أو أشخاص معدودين فكيف بكم وقد تعلق في رقابكم عشرون مليوناً وقالوا: يا رب هؤلاء أخذوا أقواتنا، هؤلاء أذاقوانا المر، هؤلاء درسوا أولادهم وتركوا أولادنا يتخبطون في أمية التعليم، هؤلاء حاصرونا في أقواتنا، في علاج أمراضنا، تركونا نشرب من المياه الملوثة ونأكل من المهربات الفاسدة، تركونا نتخاصم ونشارع من المهد إلى اللحد هؤلاء استقووا علينا وحصنوا أنفسهم بالمال والسلاح وهو مالنا وسلاحنا.
 إنكم إن ظننتم أنكم قد انتصرتم على شعبكم وأن كل أدوات القهر والإذلال قد أصبحت بأيديكم فإن يد الله فوق أيديكم وقدرة الله فوق قدرتكم "فلا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومِ تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم" هكذا حكم الله وهكذا قضاؤه، وأنا أربأ بنفسي أن أرمي بريئاً وأبرأ إلى الله من ذلك ولا أقصد شخصاً بعينه وإنما أقصد من خان الأمة واستأثر بحقوقها كائناً من كان، وقد علّمنا الرسول أن نقول ما بال أقوام لا يرتدعون عن غيهم ولا رحم الله كل ظالم غشوم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد