إن التاريخ مليء بالأحداث والقضايا والعبر والدروس والتاريخ لا يسجل في ذاكرته إلا ما كان ذو حدث عظيم مشرق ناصع يبقى في ذاكرة الأجيال خالد، لكي يستقيم منها الأمة والأجيال التي تريد تغيير مسار حياتها التي تعيشها من الأسوأ إلى الأحسن وتبتعد كل البعد عن النكبات والتعاسات التي ارتكبها من سبقها من الأمم والزعماء، حتى لا تقع في نفس المستنقع.
وإن من يستفيد من ماضي التاريخ ودروسه وعبره هم العقال والرجال الفطناء الذين يرون بعين الحكمة والصواب، لا يقدمون مصالحهم الشخصية على وطنهم الغالي وقدموا الغالي والنفيس وكل هذا من أجل الوطن وسعادة أبناء شعوبهم على مصالحهم الشخصية.
ونذكر في وطننا الحبيب بعض المواقف للعقلاء الذين يريدون ألا تسفك قطرة دم واحدة حرصاً منهم على سلامة المواطن وخوفاً من الله ألا وهو القاضي/ عبدالرحمن الإرياني الذي قد استقالته عندما رأى أن البلاد ستدخل في حرب من أجله، وفي وقتنا الحاضر سخر لنا الله رجل شجاع آثر السلطة والمنصب والجاه من أجل الوطن وخيره واستقراره حتى لا تهدر قطرة دم بريئة ألا وهو اللواء الركن/ علي محسن صالح الذي أفنى حياته وجل وقته في خدمة وطنه ووقوفه مع شعبه موقف يحسب وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، كونه اتخذ موقفاً وطنياً شجاعاً لا يُقدم عليه إلا رجل عظيم لا يهاب الموت البتة، وقد رمى بمصالحه الشخصية وراء ظهره وهذا شأن عظيم يحسب له أمام الله ثم أمام التاريخ، فهو أسد كاسح أمام من يريد هلاك الوطن وجره إلى الفوضى والخراب وتمزيق الوطن وإدخاله من أتون حرب أهلية وقد وفق هذا القائد العظيم إن انتهج نهجاً سلمياً بعيداً عن العنف واستخدام القوة وهذا أسلوب حضاري نابع من إيمانه وحبه لأبناء وطنه وخوفه من الله وحتى لا تسقط دم يمني بسلاح أخيه اليمني وهذا سيذكره له التاريخ هذه المواقف الوطنية الشجاعة الفريدة وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه وأفضلها وأحسنها وأعطرها.