;
عمار منصور الشرعبي
عمار منصور الشرعبي

رقي الشعب وهمجية النظام 1878

2011-04-11 09:08:05


مما لاشك فيه أن الشعب اليمني اليوم وبهذا العمل الخلاق وتلك السلمية اللامتناهية لم يوصل رسالته للنظام فقط، بل أوصلها للعالم أجمع، فهو بذلك أعاد تشكيل الكرامة الضائعة وهيكلة الهوية المفقودة وأعاد صياغة الحرية وقولبتها في قوالب جديدة ونظر للمستقبل من منظور آخر واستخدم لذلك أساليب حديثة تتناسب مع الزمان والمكان والحدث.
وإن الناظر بعين العقل يرى هناك على الطرف الآخر من مسرح الحقيقة من التناقضات والعبثية وغياب حس المسؤولية ما يبعث على الأسى والحزن على شعب عاش مسلوب الإرادة مغلوباً على أمره لثلاثة عقود مضت.
يبدو أن الرئيس متشبثاً بالكرسي بشكل يبعث على الريبة غير آبه بمطالب شعب يظل الأرقى بين كل الشعوب في اختيار الطريقة التي عبر بها عن مطالبه والتمسك بالسلمية رغم كل ما يتعرض له.
يضحى الشعب بالغالي والنفيس وهي دماء أبنائه الزكية وأرواحهم الطاهرة في سبيل تحقيق مطالبهم برحيل نظام لم يزال الغالي والنفيس في نظر رئيسه مجرد شعار يطلق بين الحين والآخر ولم يكتب له أن يرى النور بعد.
يستمر الشعب للمطالبة برحيل نظام نفذ ضده اعتي هجماته واستخدم أقذر أساليبه لينتج عن ذلك أكثر من خمسين شهيداً في يوم جمعة الكرامة في صنعاء، ليظهر الرئيس ويصرح بأنه لن يسمح بإراقة الدم اليمني، لنفاجأ بالجريمة الأكثر بشاعة في محافظة أبين والتي خلفت أكثر من مائة وخمسين شهيداً ، تلتها مجزرة تعز والحديدة ومازال الدم يراق ولا ندري عن أي دم يتحدث الرئيس أو ليست الدماء التي تراق في أنحاء الوطن هي دماء يمنية خالصة، أم نفهم من ذاك أن النظام لا يعتبرها كذلك لأنها تختلف عن غيرها من الدماء في كونها تحوي ضمن أهم مكوناتها شيئاً اسمه الحرية وآخر يدعي الوطنية أو لعله قصد الحفاظ على دماء من تواجدوا في ميدان السبعين وما سواهم، فليذهبوا إلى الجحيم إذا كان ذلك سيبقى على الشرعية ولا ندري أي سيمفونية تلك التي يعزفها الرئيس وتلك الشرعية التي لم يبق له منها سوى الذكريات وأي شرعية تلك التي تبيح قتل مصدرها الوحيد ومانحها الأول ألا وهو الشعب، لم يعد هناك أي شرعية تذكر وميادين الحرية وساحات التغيير في أنحاء الوطن لا تكاد تتسع لمن مننحوا الشرعية للرئيس وهم يسقطونها عنه ويطالبون برحيله وكيف لا يكونون هم مصدرها وقد حصل الرئيس على ذلك الرقم القياسي، كيف تم ذلك بمنأ عنهم أهي قوى خارقة، أم أيدي خفية لا يعلم كنهها إلا الله، نابت عنهم لتعطى من لا يملك ما لا يستحق، هل انتمائهم للمعارضة يبيح سفك دمائهم ويلغي هويتهم الوطنية وكيف يدعي الرئيس أنه متمسك بالسلطة ولا يريد أن يسلمها لأي طرف آخر "المعارضة" لأن الشباب لا يريد سواه ويعود ليتهم المعارضة بتضليل أولئك الشباب وتجييشهم إلى تلك الساحات، فكيف استطاعت المعارضة أن تقنع تلك الملايين التي خرجت إلى الساحات اليوم لتهتف بإسقاط النظام وتطالب برحيله وهي التي لم تستطع بالأمس إقناعهم بمساندتها في انتخابات أثبت فشلها فيها.
إن أولئك الشباب لم يخرجهم إلى تلك الساحات إلا معاناتهم ممن عاث في الأرض الفساد وحلم انبثق من معاناة تملكهم بعيش يوم رغيد لا يغرب شمس وطن يتسع للجميع ولا يقصى فيه أحد وفي إطار دولة مدنية حديثة تكفل لهم حقوق المواطنة المتساوية.
فليس للرئيس بد من النزول عند رغبة الشعب والتضحية بالكرسي فقط "إذا لم تكن هي الغالي والنفيس" من أجل حقن دماء اليمنيين وليس هناك داع لقلقه البالغ وخوفه المتزايد من إراقة الدماء بعد رحيله في مستقبل يثق الجميع بأنه الأفضل حالاً من الآن وفي جميع ميادين الحرية والكرامة.
فمن يتمعن في الواقع يجد أن ليس ثمة ما يخشى عليه بعد رحيل الرئيس، فما كنا نخشاه، هانحن نتعرض له اليوم في ظل وجود نظام منتهي الصلاحية وفاقد الشرعية.
لذا نقول للرئيس لقد حان الوقت لرد الجميل لشعب كان يجب عليه أن يكون ساهراً لينام وجائعاً ليشبع، أليس هو من مشى على الأقدام لمسافات طويلة لتركب السيارات الفخمة وافترش الأرصفة والتحف السماء لتسكن القصور الفارهة، شعب لم يتوان لحظة خلال مسيرتك عن التصفيق لك والهتاف باسمك وأبدى استعداده في كل المحافل لأن يفديك بالروح والدم ولكن وبعد أن ثبت عجزك عن انتشال هذا الوطن من براثن الفساد وعدم قدرتك السيطرة على ما يجري فيه من تعنت يمارس وجرم يرتكب في حق أبنائه.. خرج هذا الشعب وبلا عودة إلى ساحات التغيير وميادين الحرية يطالب برحيلك وإسقاط نظامك، فلا مناص من الرحيل ويجب أن تقبل بالتغيير كشيء حتمي، فالأيام دول ومن كرم هذا الشعب العظيم أنه لم يقل "يوماً لك ويوم عليك"، بل قال ثلاثة عقود لك ويوم عليك، أليس من الأهمية بمكان أن يقابل هذا الكرم بالكرم ويبادل هذا الوفاء بالوفاء، فما المانع من أن تفعلها وتعلن تنحيك عن السلطة كخطوة منك لحقن الدماء ومبادرة لوضع حد الفساد.
فكر جيداً، حاول أن تعي ما يدور حولك، تذكر ما الذي قدمته لشعبك ووطنك خلال ثلاثة عقود مضت، استحضر ما الذي اقترفه زبانيتك بحق هذا الشعب وكيف سمح لهم نظامك بذلك.
إن هذا الشعب يستحق منك ما هو أكثر من مجرد رحيل وندعو المعارضة لإجراء تعديلات جذرية وسريعة في سياستها تجاه الشعب، بما يغلب المصلحة العامة على المصالح الخاصة لكي لا نضطر إلى الدعوة لثورة أخرى.
قال تعالى: ((أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)) صدق الله العظيم

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد