من الواضح أن الرئيس اليمني ـ علي عبدالله صالح ـ لا يريد إخراج اليمن من النفق المظلم الذي أدخله فيه بسبب سياساته المرفوضة شعبياً وإلا لماذا يرفض المبادرة الخليجية لحل الأزمة التي صنعها وهو يُدرك تماماً أنه لا حل ولا مخرج لأزمة اليمن إلا بتنحيه عن الحكم، لأن ذلك مطلب شعبي يصر عليه شعبه ولأنه هو المعني بالأمر.
إن المبادرة الخليجية التي رفضها صالح هي الفرصة الأخيرة لإخراج اليمن من النفق المظلم وإنها لا تشكل بأي حال من الأحوال تدخلاً داخلياً في شؤون اليمن كما يرى صالح وإنما هي مسعى من أخوة في الدم والدين والعقيدة هدفها إعادة تطبيع الأوضاع السياسية والأمنية باليمن.
من المؤسف حقاً أن يعتبر الرئيس صالح المساعي الخليجية تدخلاً في شؤون بلاده وهو يدرك تماماً أن أزمة اليمن هي أزمة تهم الجميع بالمنطقة، لأن آثارها تمتد إليهم وأن الخليجيين من هذا المنطلق بادروا لإصلاح الأوضاع بمبادرة واضحة البنود تنص على رحيل مشرف لصالح وإقامة حكومة وحدة وطنية تعمل على إنجاح الانتخابات القادمة التي يختار الشعب اليمني من خلالها قيادته بحرية ونزاهة.
إن رفض الرئيس صالح لهذه المبادرة يعني إبقاء الأوضاع باليمن على حالها رغم أنه يدرك تماماً أنه لا يملك البديل إلا التمسك بالسلطة وهو أمر يرفضه الشعب اليمني بجميع مكوناته ولذلك فإن هذا الواقع سيقود اليمن إلى كارثة حقيقية، خاصة في ظل بناء المواقف ما بين المعارضة والحزب الحاكم وفي ظل تعدد أزمات اليمن.
من المهم أن يدرك الرئيس صالح وقيادة حزبه أن الشعب اليمني قد قال فيهم كلمته وأنه لن يتراجع عن مواقفه تجاه النظام. وأن المبادرة الخليجية التي رفضها صالح هي الفرصة الأخيرة له شخصياً للنجاة بجلده وأن هدفها نبيل وواضح ويقوم على الحفاظ على اليمن وحدة وتراباً، ولذلك فإنه ليس أمام الرئيس صالح إلا القبول بها لأنه يدرك أن البديل ليس في صالحه، خاصة بعدما قال فيه الشعب اليمني كلمته.