الكل يعلم بأن هناك في اليمن مؤسسات لم يستلم موظفيها رواتبهم باستثناء بعض الأشهر وكذلك لم يستلموا الإستراتيجية وهناك متقاعدين لم يتحصلوا على زيادة في الأجور وأيضاً هناك من لم يتحصل على حقوقه المالية سواء من الموظفين الذين أجبروا على التقاعد، أم الموظفين الذين ما عدوهم إجبارياً منذ عام 94م وكل هؤلاء لديهم حقوق مالية لم تدفع لعدم وجود ميزانية في خزانة الدولة.

في حين تدفع مبالغ طائلة ومن خزانة الدولة لكل الأفراد الذين خرجوا كمؤيدين للرئيس!!!

أموال الشعب تهدر وتبعثر شمالاً ويميناً وتعطى للمنافقين الذين باعوا ضمائرهم من أجل المال، والحقيقة أنا لا ألوم هؤلاء وإنما ألوم السلطة والحزب الحاكم على إسرافه وتدبيره للمال العام أما كان هؤلاء المذكورون آنفاً أولى وأحق بتلك الأموال التي تصرف من أجل البقاء في السلطة وللحفاظ على الكرسي، أموال الشعب تهدر من أجل مصالح شخصية وذاتية! كفى تبذيراً للمال العام وإهداراً وتلاعباً به ؟!! وتبحثون عن أيادي أمينة لتسليم السلطة، فهل حافظت أيها الرئيس على أموال الشعب الذي هي أمانة بين يديك؟، هل حافظت على أبناء اليمن وهم أمانة في عنقك؟!! شباب سمحت بأن تسفك دمائهم وهذه جريمة شنعاء لا تغتفر ولن تنسى؟.

 وقبل ذلك شردت شباب اليمن ورجاله وجعلتهم يرحلون عن الوطن رغماً عنهم من أجل لقمة العيش وتوفير الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم، فالغربة مرة ولكن الأمرّ منها هو العيش في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، فجعلتهم يعيشون الذل والهوان وهم بإمكانهم العمل داخل بلدهم معززين مكرمين، كان سيتحقق لهم ذلك إذا ما أنصفت وعدلت في توزيع الثروات والخيرات على كل محافظات الجمهورية، فإذا أعطيت لكل محافظة نصيبها من صفقات البيع التي كانت كل محافظة ستنهض وستنشئ المشاريع الخاصة بها وكان كل الشباب سيحصلون على وظائف ولكن تمركز الثروة في يد الأقلية في السلطة وبعض المتنفذين والأصدقاء كان سبباً مباشراً لجعل الفقر يحتل مراتب عليا في بلادنا وهرباً منه تغرب أبناء اليمن وعاش أولادهم في حرمان من عطف الأبوة.

وبما أننا بصدد الحديث عن الأبناء عكفت الإذاعة الرسمية خصوصاً "عدن" على التنديد بإقحام الأطفال في الاعتصامات والاحتجاجات وعديد من الشخصيات ابدوا استيائهم الشديد من هذا التصرف باعتباره يعرض حياة الأطفال للخطر .

وأنا هنا أتساءل بماذا حظي الطفل في اليمن؟!! هل أخذ كآفة حقوقه؟!!

الإجابة لا، فالأطفال أيضاً لهم مطالب ومطلبهم أيضاً هو رحيل النظام وإسقاطه، لا تستغربوا وقبل أن تفعلوا ذلك أعرفوا السبب من يستطيع أن يخبرني كم عدد الأطفال الذين يهربون إلى دول الجوار؟!! كم عدد الأطفال الذين يعملون؟!!

أطفال اليمن وهم في عمر الزهور يتركون مقاعد الدراسة ويستغنون عن رعاية وحنان أسرهم ليتجهوا إلى عالم مجهول في حين أنه من الواجب على الدولة توفير لهم الأمن النفسي والغذائي وحياة كريمة بدلاً من اللهث والجري وراء السيارات من أجل ريالات معدودة. 

إن أطفالنا يعيشون حياة ذليلة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الطبيعية وعندما أقول أطفالنا لأن الأكثرية تعاني من الفقر والجوع وأيضاً بدأت تتفشى بينهم الأمية.

هذا هو حال أطفالنا يا سلطة، يا حزب حاكم وتطلبون عدم إشراكهم في الاعتصامات!! كيف ذلك وهم لهم مطالب وحقوق !!

هل لاحظت أيها الرئيس أنت لم تستطع أن تحمي ثرواتنا من التلاعب!! ولم تستطع أن تحفظ أرواح شبابنا وتحفظ لهم كرامتهم؟!!

ولم تستطع حتى أن تحمي الأطفال من الذل والانكسار، فلماذا تريد البقاء في السلطة؟!!