أعتقد أن المبادرة الأخيرة للمشترك تعد وثيقة اتفاق بين جميع الأطراف حول آلية الانتقال السلمي والسلس للسلطة وبما يكفل رحيلاً مشرفاً للأخ/ الرئيس إذا أراد الحفاظ على ما حققه للبلاد من ايجابي خلال فترة حكمة.
 وحتى لا نظل بين شد وجذب ومناورات ومزيداً من الدماء واستمرار الحشود والاعتصامات وحفاظاً على أمن واستقرار الوطن وحقناً لدماء العامة من أبناء الوطن وتفويت الفرصة على أصحاب النوايا الخبيثة في الداخل والخارج يجب على جميع الأطراف وفي مقدمتهم الرئيس والشباب الموافقة على تلك المبادرة والتوقيع عليها والبدء في تنفيذها مع وجود طرف ثالث كشاهد عيان مثل السفير الأميركي وسفراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون حولهم وغيرهما ممن يتم التوافق حولهما.
 وكل ما أتمناه من الأخ/ الرئيس قبل الرحيل وقبل التوقيع هذه المبادرة أيضاً الجلوس مع النفس ولو ساعة لمراجعة الحسابات بعيداً عن "عبده بورجي ويحيى الراعي والبركاني وبن دغر", حينها يكون الشخص صادقاً مع نفسه ويعود إلى ما قبل أكثر من ثلاثين عاماً ليتساءل كم كانت مديونية اليمن للبنك الدولي والاتحاد والأوروبي وروسيا وغيرها ؟ وكم هي مديونية بلادنا لتلك الجهات والدول اليوم قبل توليكم قيادة هذه البلاد، كم عدد المشاريع المتعثرة في تلك الحقبة الزمنية وكم عدد مشاريعكم المتعثرة اليوم ؟ كم عدد المسؤولين من وزراء ومحافظين وسفراء ووكلاء وزارات وقيادات ألوية الذين قاموا باختلاس المال العام ومخالفة الأنظمة والقوانين ومن ثم إحالتهم من قبلكم أو من قبل الجهات المعنية بذلك إلى القضاء وثم محاسبتهم ومقاضاتهم واستعادة تلك الأموال إلى خزينة الدولة . ثم عليه أن ينظر فيما هي المعايير واللوائح التي على ضوئها تم تعيين الوزراء والمحافظين ووكلاء الوزارات والقضاة والسفراء وغيرهم في مختلف المرافق الحكومية ؟ هل هي الشهادة والتخصص والأولوية والكفاءة والمهارة والنزاهة والإخلاص في العمل ؟ أم أنها الوساطة والمحسوبية والمحاباة والمجاملة والمراضاة والصداقة وغيرها ؟ هل اطلعتم يوماً ما على تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وكيف كان شعوركم وأنتم تقرأون الأرقام المهولة التي يتم اختلاسها وما هو دوركم تجاه من قاموا بتلك المخالفات, ونهب تلك المبالغ.
ليتك يا فخامة الرئيس حاسبت لنا فاسداً واحداً وأحلته إلى القضاء وحاكمته جراء ما نهب قبل أن تنقله من منصب إلى منصب آخر ليعبث فيه من جديد وينمي ثروته ويزيد من عقاراته ويتوسع في نشاطه التجاري وشركاته على حساب خيرات وثروات هذه البلاد التي نحن شركاء فيها، انظر من حولك واسألهم كل شخص على حده كم ثروتكم اليوم ؟. ومن أين لكم هذا ؟ وكيف كان حال كل واحد منكم قبل تعيينه في هذا المنصب ؟ إنهم يا رئيس الجمهورية صورة حقيقية لذلك الفساد الذي تجذر في عهدك وأصاب مختلف المرافق الحكومية بالشلل إذا لم نقل الموت السريري.
 ولا أكذب عليك أو أخادعك لو قلت لك إنهم الفساد بعينه وأنت من زرعته وأوجدته وحافظت عليه حتى وصل إلى هذا الحجم الكبير المخيف , من فيروس صغير جداً لا يرى بالعين المجردة إلى اخطبوط يعبث بكل شيء جميل ولا ينظر إلى أوامرك وتوجيهاتك.
شعبك الذي ظل يمجدك خلال السنوات الماضية قد خرج إلى الشارع واعتصم في الساحات مطالباً برحيلك ورغم ذلك لا يزال الخطأ يتكرر ولا يزالون من حولك يواصلون تضليلهم عليك , ففي نهاية الأسبوع المنصرم التقيت مع أبناء محافظة إب..
هكذا قال الإعلام الرسمي، لكني أقول لك: إن من التقيتهم نفس الأشخاص الذين تلتقي بهم كل زياراتك للمحافظة وإنهم أصحاب المصالح الذين يتقاطرون إلى القصر الجمهوري في تعز للسلام عليك وهم أيضاً الذين يعبثون بخيرات المحافظة ويتعسفوا ويظلمون عامة الناس , أما بقية أبناء المحافظة الذين امتلأ بهم الإستاد الرياضي في مهرجانك الانتخابي عام 2006 وسقط العشرات منهم بين شهيد وجريح لم يعد يعنيهم شيء ولا توجد أسماؤهم في أي كشوفات.
ليتك لم تكابر يوماً يا فخامة الرئيس , وليت من حولك من مختصين ومستشارين أصدقوك القول وحبوك يوماً ما لشخصك لا لكرمك وحوالاتك وتوجيهاتك السخية، ليتك اطلعت على الحقيقة وليتك قمت بزيارة مفاجأة إلى أحد المرافق الحكومية مثل الوزارات والمحاكم وأقسام الشرطة لتكتشف الفساد والمظالم بنفسك دون تضليل أو مغالطة ومبررات واهية.
 لقد ناشدتك بذلك قبل عدة أشهر وقبل عدة سنوات كتب لك بأن [الفتنة ولا تزال قائمة ولم يعد كل شيء تمام يا فندم] طلبت منك القضاء على فتنة الحوثي عام 2006م وعام 2007م وهو لا يزال محصوراً في صعدة لكنك أبرمت معه الاتفاقيات والمعاهدات، فصار اليوم يسيطر على أكثر من ثلاث محافظات, حاورت عناصره فعادوا إلى خنادقهم وقياداتهم الحوثية أكثر ضراوة وقتالاً وحباً في التوسع والسيطرة.
 وكذلك هم القاعدة حاورتهم أكثر من مرة فصارت اليمن مركزاً قيادياً هاماً لعناصرها ومنها تنطلق عملياتها , إن مستشاريك يا فندم قد خدعوك وهم من أوصلنا إلى هكذا حال وهكذا نهاية، لا زالوا مصرين على رسمها بلون الدم.
انظر لمن كانوا بالأمس من حولك، لقد تركوك جميعاً باتجاه ساحة التغيير وهناك امتزج أعداؤك من [قاعدة وحوثية وحراك] مع كل أصدقائك [من وزراء وقادة وقيادات أحزاب ومشائخ] تجمعهم ساحة واحدة وشعار واحد [إرحل] إنها بالفعل لحظات حرجة وأنت تلملم أوراقك وتنتقل بذاكرتك بين سنين وأيام مضت وأنت متربع على العرش، إنها بالفعل مدرسة وبحاجة إلى كاتب وروائي صادق ومخلص يجمعها بأمانة في كتاب [اليمن بين قرنين] أنت والوطن بلا شك محورها والشعب ومسؤولين ومن حولك فصولها وأبوابها وفقراتها، فلا تغضب إنها سنة الله في الكون ولا بد من الرحيل.