أحياناً لا تعرف ماذا تكتب من كثر الأحداث التي تفاجئك كل ساعة في اليمن أو في الوطن العربي, القاسم المشترك بين كل الثورات أنها جاءت من معاناة حقيقة لصبر طويل وسكوت أطول, والشعوب العربية تشبه صمت الحليم، الذي لابد أن تعمل له مليون حساب لغضبته لأنها غضبة ألا عودة..
التغيير ثابت كثبوت الشمس والقمر, والثورة القادمة لن تبقى على أحد فوق الكرسي والتجارب السابقة خير دليل, لم تأت الثورات العربية واليمنية بالخصوص من أي أجندة خارجية, بل هي ثورة محلية مقهورة الصنع مختوم عليها "فاض الكيل وطال الصبر", أنا احترم الشعوب العربية على صبرها وعلى طول بالها, وانتقد أنفسنا على سلبية مواقفنا التي ورطتنا كل هذه الوقت مع زعامات امتلأت كروشها من خيرات الشعوب حتى صار من الصعب زحزحتها من كرسي الرئاسة الذي كان مغري لدرجة أن تسفك تحته الدماء دون أن تطرف لهم جفن ..
(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) والعبودية بكل زمن يتغير شكلها وربما اسمها لكن تظل عبودية, بقانون، بكرسي، بشخص أو بلطمة كف, الثورة أيضاً يندرج تحتها كثير من المفاهيم من إسقاط نظم وقوانين إلى ثورة لتبني قيم لابد أن نتعلمها ومنها أن نتعلم - أن لا نسكت حينما نظلم وتصادر حقوقنا و حرياتنا - وما يحصل في ميادين التغيير هو نوع راقي للمطالبة السلمية عن الحق ورفض السكوت عن الظلم, وليس انقلاب أو فوضى شعبية أو حزبية، كما يحلو للسلطة التلاعب بالألفاظ لتهييج الرأي العام.
من ناحية أخرى اللعب بعامل الوقت هي لعبة السلطة الحالية للالتفاف على المطالب الشعبية, وخلق أزمات سواء عسكرية أو أهلية أو قبلية أو قاعدية، هي الوسيلة للضغط على أطراف عدة داخلية وخارجية ومنها السعودية وأميركا، وخاصة بعد أن أعلنتا قدرتهما عن التخلي عن الحاكم, ولكن سينقلب السحر على الساحر, فهذه اللعبة الخطرة ولابد ستعجل بالنهاية الغير متوقعة والمفاجئة لسقوط النظام المهترئ في اليمن.
وفي الأخير وعندما تنزل لساحات التغيير ستتأكد جيداً.. جدية المطالبات بسقوط النظام وستتأكد أن ذلك الشعب الذي خرج للشارع لن يعود حتى يحصل على مطالبه, ما تمارسه السلطة الآن من انتهاكات لن تجدي إلا في إضافة المزيد من الجرائم التي ستحاكم عليها, وإن كانت السلطة قد تعودت على ممارسة سياسة التفاوض والحوار ثم نقضه باحترافية، فإن هؤلاء الذين خرجوا لا يعرفون مثل هذا النوع من المفاوضات وألعاب الساسة, وعلى السلطة أن تدرك أن عقلية المؤامرات التي ألفت على حكم اليمن بها لم تعد في صالحها، وعليها أن تتنحى وبأقل الخسائر.
وضحة عبده
عندما يصبح الكرسي هو ثمن السقوط! 1821