افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية
أخبار اليوم/ ترجمة خاصة
ربما يكون الوقت أكثر ملائمة ليهيأ الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لنفسه خروجا أكثر سلمية من السلطة بعد أن أمضى ثلاثة عقود يحكم البلاد. لكنه خسر شرعيته ويجب أن يغادر بأسرع وقت ممكن.
إن استمرار عدم الاستقرار ليس من مصلحة اليمن أو الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد القاعدة.
منذ شهرين تقريبا، يواجه صالح ضغوطا متزايدة من المظاهرات التي يقودها شباب يطالبون باستقالته وبإنشاء نظام محاسبة وديمقراطية أفضل.
ثم علت الموجه في 18 مارس عندما لقي ما لا يقل عن 50 متظاهرا مصرعهم على يد قناصة على ما يبدو أنهم موالون للنظام. ومنذ ذلك الحين، انضم عدد كبير من كبار المسئولين الحكوميين والقادة العسكريين والسفراء ومشايخ القبائل وزعماء المعارضة إلى الاحتجاجات. وأهم المنضمين إلى احتجاجات الشباب كان اللواء علي محسن الأحمر الذي وجه قواته بحماية المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وحتى الآن، يرفض المحتجون التنازلات التي قدمها صالح. إن لديهم سبب وجيه لعدم الثقة به: فقد وعد منذ فترة طويلة بإجراء إصلاحات لكنه لم ينفذها أبدا.
وحتى الآن، يبعث صالح برسائل مشوشة. يوم الخميس تعهد بالدفاع عن نفسه "بكل الوسائل الممكنة". ويوم الجمعة يقول إنه مستعد لتسليم السلطة ولكن فقط إلى ما سماها "أيد أمينة". ومع ذلك، هناك حديث عن التوصل إلى اتفاق.
بثقافة اليمن القبلية المعقدة، ربما يبقى الرئيس صالح في السلطة مرة أخرى.
باستخدامها الدبلوماسية الهادئة، حاولت إدارة أوباما في بادئ الأمر إقناع صالح بالرد على المطالب الشعبية بطريقة سلمية وذات مصداقية. والآن يجب على إدارة أوباما إلى جانب السعودية أن تضغط على صالح بشدة حتى يقبل بنقل سريع وسلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية تمثل على نطاق واسع المجتمع اليمني، والتي بدورها ستمهد الطريق لإجراء الانتخابات.
اليمن هي دولة هشة. وتعاني من نفاد المياه والنفط إضافة إلى أن معدل الفقر يبلغ 43 بالمائة. كما أنها تقاتل الانفصاليين في الجنوب والمتمردين في الشمال. وبمشاركة واشنطن المتكررة، تحارب واحدة من أقوى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة.
فأي حرب أهلية وحشية أو فراغ في السلطة لفترة طويلة سيجعل الوضع أسوأ من ذلك.
