كما كانت متوقعة فقد أدت المجزرة التي ارتكبت بحق المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح ونظامه ، والتي راح ضحيتها أكثر من "52" قتيلاً ومئات الجرحى- أدت إلى استقالة العديد من القيادات العسكرية والدبلوماسيين والكثير من السياسيين والبرلمانيين من مناصبهم ومن الحزب الحاكم وعلى رأسهم اللواء الركن/ علي محسن صالح الأحمر- قائد الفرقة الأولى مدرع الذي أعلن انضمامه وتأييده لثورة الشباب السلمية.
والذي لا خلاف عليه أن هؤلاء جميعاً نكن لهم في قلوبنا كل احترام وتقدير على مواقفهم النبيلة والشجاعة التي أثبتوا من خلالها أنهم يحبون وطنهم ويخافون على مصالحه وأنهم غيورين على دماء أبناء هذا الوطن .. فهنيئاً ليمننا الحبيب وجود مثل هؤلاء الأبطال الشرفاء الذين وقفوا إلى صف أبنائهم في ساحة التغيير وأعلنوها بصريح العبارات "لا لسفك دماء أبناء شعبنا هم منا ونحن منهم".
فإذا كان الأخ/ الرئيس يحب وطنه كما يقول ويزعم فلماذا لا يرحم هؤلاء الشباب العزل ويصون دمائهم والاستجابة لمطالبهم وتجنيب البلاد الفتن .
وأنا أقولها بصوت عالٍ أنه باستطاعة الرئيس أن يوقف سفك دماء الأبرياء وأن يحل كل الإشكاليات في الساحة وذلك بالاستجابة لمبادرة العلماء وتنفيذها كما وعد، فهذا لن ينقص من قدره ومكانته بين شعبه شيئاً ، ولكن على ما يبدوا أن كبرياء وتعالي الأخ الرئيس كانت على حساب دم شباب "ساحة التغيير"وأنها زادت الوضع سوءاً وأصبح الحل معقداً.
(لو) .. لو من عمل الشيطان ولا تفيد شيئاً، لكن أقول لو كان الرئيس وافق على مبادرة علماء اليمن، ونفذها حسب وعده لهم ولشعبه لما وصل الوضع في يمننا السعيد إلى ما نحن عليه الآن، ولا ندري أيضاً إلى أين سيتجه هذا الوطن وإلى أين ستوصلنا الحكمة اليمانية.
فأنا أتساءل هل بات الرئيس بالفعل نادماً على رفضه لمبادرة العلماء؟ وهل يتمنى أن تعرض عليه من جديد، أم أن مبادرة العلماء فرصة فاتت الرئيس؟ والذي أثق كل الثقة بأنه خسرها وأصبح متحسراً لرفضه مثل هذه الفرصة التي من شأنها خروج السلطة بماء الوجه وبشكل مشرف وتجنب إراقة الدماء التي راح ضحيتها خيرة الشباب.
فأنا لا أغلق الحلول ولازال هناك المزيد من الفرص، بل أقول له إنه باستطاعة الرئيس أن ينهي هذه المشكلة من أساسها، وبطريقة سلمية، وذلك بالانصياع لمطالب الشعب وتنحيه عن السلطة بطرق سلسة وسلمية وبروح رياضية وصدر رحب، فالوطن بجميع فئاته سيقدر له هذا التنازل بكل احترام وتقدير وسيكتب ذلك في سجل حسناته.
واسمح لي سيادة الرئيس أن أقول لك يكفي ما قد محوت من حسناتك واحتفظ بالباقي.. سائلاً الله العزيز الجليل أن يحقن دماء أبناء هذا الشعب وأن يجنبه كل الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عبدالله الوشاح
تضحيات من أجل اليمن !! 1619