هذا النظام الفاسد يلفظ أنفاسه الأخيرة, ومع حركة الاستقالات الدائرة و التحاق الشرفاء لاشيء يبقى في وجه هذا الشعب الصامد المعتصم , اليوم لن تصبح دماء شهداءنا بلا ثمن، فذلك العار الذي لطخت به السلطة أيديها يلتف اليوم على أعناقها , سنستقبل العزاء على شهداءنا يوم تزول هذه السلطة القمعية عن هذا البلد , وسنعيد بناء اليمن الجديد الذي يرجع فيه الحكم لشعب لا للحاكم.
وكعادة الزعماء السابقين يسلط الله لهم عقولهم وبطانتهم السيئة وذلك الظلم الذي لحقهم من بداية حكمهم , وكأنهم كتبت عليهم نفس اللعنة بعدم الخروج والرحيل الهادئ , فكما طالت الفترة لطخوا أيديهم بما لا يغتفر وما سيحاكمون عليه بعدها , اليمن اليوم تتغير هذا شيء لن يستطيع أحد أن يوقفه , مهما حاول واجتهد ودبر , اليمن اليوم ليست الأمس , وهذا ما يجب أن يفهموه الصغار الذين يلعبون من تحت طاولة علي عبد الله صالح لإيقاف هذه الحركة والحصول على مكاسب , وكأنهم لم تكفهم ما نهبوه كل تلك السنين العجاف الذي مرت على هذا البلد الصابر المسالم .
الكثير من المفاهيم اليوم في يمننا ستتغير , سنتعلم أن لانخدع مرة ثانية بالخطابات الرنانة التي تلعب بأعصابنا وأفكارنا، سنتعلم أن لا نقدس الأشخاص ونحولهم إلى آلهة تعلق صورهم على المرافق وكأنهم ليسو بشر ولا يحق لأحد محاسبتهم وملاحقتهم , وسنعلم أولادنا كيف يحافظون على ارث الثورة وأن لا يصمتوا حين يظلموا بهذا البلد , سنتعلم الكثير عن التفاهم مع بعضنا وكيف نحب هذا الوطن الكبير بكل مناطقه , وسنحاكم أذيال الفساد أينما كانوا حتى لا يفكر أحد بالعبث بهذا البلد ومقدراته مرة ثانية , الطريق طويل ويحتاج لنفس الشباب وهمتهم ولحكمة العقلاء في المراقبة والمحاسبة والعمل الميداني الفعال بأرض اليمن ليرجع اليمن السعيد حقا..
الأيام القادمة نترقب فيها الكثير لهذا البلد الطيب , وستدور هذه الحركة اليوم أو غدا, و ما نحتاجه الآن هو صبر الساعة الذي يأتي معها الفرج .