إليك يا حبيبتي يا مدينتي الصغيرة , يا من جلست أعواماً طويلة على انتظار بأن يأتي النهار يلملم المكسور منك، يرتب الشوارع ويزرع الحدائق ,يُعيد فيك شيئا فينا انكسر , قالوا(تعز) تدثرت بثوبها لا طارق لبابها ,عروسة ٌلا مهر للخطاب فيها، عروسة ٌبلا ثمن , قالوا لنا مدينةٌ مثقفة و حالمة فلتُصبحي على خير مادُمت نائمة..
مدينتي التي نُحبها , ونعشق التُراب الذي يحفُها , قهرتنا عيونك التي تبعثرت بين الرمال, قهرتنا نظرة ُالعتاب بكل حارةٍ مُهملة , قهرتنا كل الأسئلة عن تاريخيك الذي بلا جواب , من أنتي، من تكونين؟ مدينة في الخارطة ,أم قرية, أم جارية.
تعبنا من كثرة الكلام والخُطب (فلتنظروا للحالمة ),(عطفا بها فلتنظروا للحالمة ),( فلتكرموا هذه المدينة ولتصلحوا ما غاب فيها ) و كأننا نُكلم الحجر ,نخاطب أنفسنا كل الكلام دق رأسه على الجدار وضاع واندثر..
وتسألونا : لماذا استيقظت هذه المدينة؟ , لماذا تسهر هكذا ولا تنام؟ , لماذا تُشعل فيها ثورةٌ ضد النظام؟ إنها (تعز) تخاف أن تطرف عينها فتحسبوها نائمة , إنها (تعز) مهما خبأتموها تحت الأرض تظل هكذا مدينة ثائرة , ومهما أظلمتموها تشعل أنوارها.. إنها مدينة لا تهدأ تُفاجئكم بكل غضبة حائرة ..
مدينتي المبللة بمسيلات الدموع والسموم والحجار .. تنام هكذا منذ |33" عاماً ,واستيقظت من نومها ولن تنام .. فلتحضروا الكمين فالكل قرر أن يناضل , ولتزرعوا الشهداء في ترابها سنابل , ما عاد للإحياء صوت وصوتنا كل الضحايا لا تنازل , فلترحلوا إنتم فتلك الأرض تبقى شامخة من صبر صافر وحتى القاهرة .
