لكل بداية نهاية ولكل اجل كتاب هكذا تعودنا من الحياة وهكذا تعلمنا من أفلام الأفارقة والهنود وكذلك قصص العرب المنشغلين برسم أحلام حياتهم بريشة الأقدار مستخدمين دماء الشباب لتلوين لوحتهم الفنية سخيفة الجمال والمنظر .
والمتأمل لما حدث خلال اليوم الديني والعيد الأسبوعي للمسلمين في اليمن "صنعاء" لتضحت له لعبة المطقطقين والمتسلقين على ظهور الشباب الذين نصبوهم جسراً ليصلوا إلى أرضهم المقدسة التي خططوا لها منذ زمن طويل وتمنى الكثيرون الوصول إليها.
أما الشاب الذي يحلم بمستقبل أفضل وفرص واعدة تأمن مستقبله وتحقق رغباته لا يجد بديلاً إلا أن ينزل إلى الشارع ويضحي بدمه كي يجني غيره من المتسلبطين والمرتزقة ثمرة ما زرع وأسقى الأبرياء وهم على كراسيهم يأمرون وينهون وعلى يمينهم وشمالهم وحوش تحرسهم وتضحك عليهم وتوهمهم بأنهم سيصلون متجاهلين ثمن تلك الأرواح التي تموت في الشوارع من ابناء هذا الوطن الغالي، كل تفكيرهم وكل شغلهم الشاغل أن نتغلب على إخواننا ونظهر أمام الشعوب بان العظمة والقوة هي نحن . ..
 والمعلوم أن أي شاب في أيام شبابهم يملكون طاقة كامنة لا يستهان بها تستطيع أن تزعزع الجبال وتشق الأرض، مستعينين بالتوجيهات الحماسية التي ترسل إليهم غير مباليين بالموت أو الحياة، فيعطون أرواحهم رخيصة ويجني الجاني ثمرة ما زرع الزارعون من غير كد أو عناء.
لذا نقول أن ما حدث ويحدث في كل محافظات الجمهورية من هدر لدماء سيُسأل عنه كل العقلاء الذين يسمون أنفسهم الآمرون بالمعروف في عصرهم ولن نسامحهم أو يسامحهم التاريخ من أي جهة كانت وبأي صفة كانت لان الأقنعة التي وضعت على وجوههم منذ زمن طويل كشفتها لنا الأيام وأثبتتها المواقف.
 والجميع يعلم أننا في غنى عن كل ما يحصل في تلك المنطقة أو تلك ولن نريده لاننا لازلنا في مرحلة الصفر، فالغرب وصل للفضاء وامتطى الصواريخ ونحن لازلنا نفكر ماذا سنفعل؟ وكيف سنعمل؟ .
رغم أننا معشر اليمنيون اتصفنا بالإيمان والحكمة، لكننا للأسف فرطنا في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وارق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية) صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ولم نحافظ على تلك الميزة التي تميزنا بها عن سائر العرب والمسلمين، تجمدت قلوبنا، هدرت دماء إخواننا امام أعيننا ونحن ندعي الصلاح والإصلاح نرى حال أبنائنا وإخواننا في الشوارع على الأرصفة والأزقة ولا نحرك ساكناً.
لذا نقول لكل الأحزاب الموجودة في الساحة اليمنية والعلماء والقادة والمشائخ والأعيان.. إنكم المسئولون، لذا بادروا بسرعة إيجاد الحلول اللازمة وإلا وقع الفأس في الرأس وانتم تترقبون النهاية لان نهايتكم ستكون نهاية قوم عاد وثمود لا محالة ...