ها هو اللواء/ صالح حسين الزوعري يبتدأ مشواره الجديد بهمة عالية كمحافظ لأبين، هذه المحافظة التي سبق وأن وصفتها بالنائية لتردي مستوى الخدمات فيها بشكل ملحوظ سواء كانت في مجال الصحة أو المياه أو الصرف الصحي أو حتى الكهرباء، وغيرها من الخدمات التي تفتقر إليها المدن قبل الأرياف في أغلب مديريات المحافظة لظن سلطتنا المحلية ممثلة بمحافظها السابق إنها نوع من الكماليات وليست من الأساسيات أو ربما لأن سلطتنا المحلية التي سميتها سابقاً بالسياحية قد ظنت أنها مجلساً محلياً تابعاً لإحدى مديريات عدن فحسب.
حيث تبدأ فيها مرحلة عمليات النقل الوظيفي من وإلى ومن ثم المزايدات والمناقصات والمطالبة بزيادة حصص ومخصصات جديدة مالية ووظيفية كلما سنحت الفرصة الذهبية للالتقاء بالمحافظ أو نائبه، ماداموا على ثقة تامة أنه لا مشكلة ولا محاسبة ولا مراقبة وما حد زايد على حد، فقد صار المواطن يئن من تفشي الفساد الإداري والمالي الذي استشرى بشكل ملحوظ وبات كابوساً رهيباً يجثم على أغلب المرافق من دون أدنى أمل في الخروج من هذه المتاهة التي لا يدخلها إلا من كان نظيف اليد عفيف اللسان لأن لا حيلة له وولاة الأمر قد أقاموا بينهم وبينه حواجزاً فولاذية، إما لأنهم لايبدون إلا كالطيف، ومن يفتش عنهم كمن يفتش عن إبرة في كومة قش أو لأنهم على يقين أنه لن يجد الآن أي نوع من التفاعل والجدية أن حدثت المعالجة وأتيحت فرصة اللقاء المرتقب ولأنه قد بات متوقعاً بل مؤكداً أنه سيخرج يجر أذيال الخيبة.
فقد أصبحنا في زمن لا يفلح من الولوج إليه أو العيش فيه إلا من يجيدون ارتداء الأقنعة وتأدية الأدوار ومن يمتاز بالعبقرية في التشدق بعذب الحديث ومن يمتلكون مهارات في الحديث عن نجاحات وتجاوزات لا وجود لها على أرض الواقع ومن أراد التأكيد فليتجه إلى إحدى المديريات النائية وما تعانيه من مشكلات في التعليم أو الطريق أو الصحة لينتهي المطاف بقرى مازالت تعيش في الظلام، وتفتقر إلى النور بعد أن تم الإجهاز على الميزانيات الخاصة بها وما عليها إلا الانتظار لموازنة جديدة وهكذا يستمر الحال مع سبق الإصرار والترصد إلى ما شاء الله.
نأمل أن تشهد المحافظة تعاوناً وتآزراً لإيجاد الحلول والمعالجات وإصلاح الاختلالات لما من شأنه أن يعود بالنفع والفائدة على الجميع أن أخلصوا نيتهم لله تعالى واتقوه.
وفي الأخير تمنياتنا للمحافظ الزوعري بالتوفيق وهو الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهد والصبر لمعرفة من حوله جيداً، فليس كل ما يلمع ذهباً ومن رغب بالنجاح عمل الأسباب المؤدية إليه.
عفاف سالم
الاستحواذ على مخصصات المديريات 1648