إن ما تشهده الساحة اليمنية اليوم من مسيرات مناهضة ومؤيدة للنظام الحاكم وأخرى تصاحبها أعمال الشغب وتخريب وإتلاف للممتلكات العامة والخاصة، وما يترتب على ذلك العنف من خسائر في الأرواح والممتلكات وإهدار للمال العام سواء في سبيل السيطرة على الوضع عسكرياً أو من خلال الصرف للموالين للنظام للقيام بالمسيرات والاعتصامات والمؤتمرات المؤيدة للنظام أو غيره.
كل ذلك حتماً سيؤدي إلى تدهور الاقتصاد الوطني وتكبيد خزينة الدولة نفقات باهضة، هذا فضلاً عن تدمير البنى التحتية للاقتصاد الوطني وتدمير منجزات ما بعد 22 مايو 90م في حالة التصعيد ودخول البلاد في صراعات من أجل الوصول إلى سدة الحكم، إن ما نسمعه ونراه اليوم في ساحة هذا الوطن الغالي هو غياب منطق العقل والحكمة وانعدام الثقة بين فرقاء العمل السياسي وفقدان السيطرة على الوضع داخل البلد، هذا من جهة وعدم انقياد الشباب المرابطين في ساحات الاعتصامات للإخوة في أحزاب اللقاء المشترك المعارض كي يرتجي منهم الموافقة على حوار أو مبادرة ما لإنقاذ البلاد مما هي فيه.
لذلك أقول هذا وأنا على ثقة عالية من أن حكيم اليمن وباني نهضته ومحقق الوحدة والذي لا زلنا نراهن على حكمته وشجاعته في اتخاذ القرار الشجاع، ليس نزولاً عند رغبة زيد أو عمر، وإنما من أجل الحفاظ على سلامة ووحدة وأمن واستقرار ومنجزات هذا الوطن الغالي دون النظر إلى أي من المناكفات السياسية بين الأخوة في المعارضة وقيادات الحزب الحاكم أو من طرف ثالث يسعى لأن يلعب دوراً سياسياً من خلال التحريض للإطاحة بالنظام والسعي لايصال رئيس جديد للبلاد.
فخامة الأخ الرئيس: إنني على قناعة تامة من أنكم قد سئمتم الحكم فعلاً ولكن النفس الأمارة بالسوء تدعوكم إلى المكابرة خصوصاً في ظل ظهور أولئك المغامرين على شاشات التلفزة بكلامهم الساخر والمشين الذي يعكس مدى حقدهم لشخصكم الكريم، ولهذا الوطن الغالي، ولكنني على ثقة عالية وكبيرة من أنكم أكبر مما يظهر من أولئك النفر الذين لا ينظرون إلى ما بعد سقوط النظام لا سمح الله وما الذي سيكون؟ وكيف سيكون وضع الدولة بعد ذلك؟.
إنني على ثقة كبيرة من أن حكمتكم سوف تكبر بحجم كبر هذا الوطن الغالي ولن تفرطون بمجدكم وتاريخكم ومنجزاتكم خلال فترة حكمكم طيلة "33" عاماً من العطاء ولن تغامروا بكل ذلك في سبيل الاستمرار لمدة سنتين غير مرغوب فيها من قبل المرابطين في ساحة الحرية والاعتصام في عموم محافظات الجمهورية، ولن تغامروا في كل تلك الانجازات التي تحققت في عهدكم ولن تقبلوا بإراقة مزيد من دماء أبنائكم في عموم البلاد.
ولهذا وتلبية منكم لمطالب الشباب والمواطنين المرابطين في ساحات الثورة الشبابية فما عليكم إلا الإعلان وبشجاعة أدبية على الآتي:
1. تجميد العمل بالدستور وحل مجالس النواب والشورى.
2. التنحي عن رئاسة الجمهورية اليمنية.
3. الاحتفاظ بمنصب قيادة القوات والمسلحة والأمن ودعوة الشعب اليمني لانتخاب رئيساً جديداً للبلاد وتسليمه قيادة القوات المسلحة والأمن مباشرة بعد فوزه.
حينها سوف يمارس الرئيس المنتخب مهامه وصلاحياته واعتبار مبادرتكم المقدمة في الـ10 مارس كورقة عمل مقدمة من قبلكم يتم تدارسها والعمل بها مستقبلا.
وبهذا سوف تحافظون على مجدكم وتاريخكم وتحافظون على وحدة وأمن واستقرار وطنكم الغالي.
وفقكم الله ورزقكم الحلم وألهمكم الصواب والحكمة.. والله ولي الهداية والتوفيق.
صندوق الرعاية الاجتماعية ـ تعز
وليد هائل عبدالفتاح
ما زلنا نراهن على حكمة الأخ الرئيس في سرعة اتخاذ قراره الشجاع بالتنحي 1424