الشموع- ترجمة خاصة:
صارت المنافسة في اليمن أكثر وضوحا يوم السبت عندما أخذت احتجاجات الشارع الغامضة طريقا إلى نزاع سياسي من المرجح أن يضع الديمقراطية في وضع حرج. بعد أيام من المراوغة، رفض الرئيس علي عبدالله صالح بشكل رسمي اقتراحا مقدما من جانب المعارضة السياسية للتنحي قبل نهاية هذا العام. وبدلا من ذلك، أصر صالح على بقائه في السلطة حتى انتخابات عام 2013. كان يتصور الكثير بأن الحل الوسط لا يسترضي المحتجين فقط بل أيضا شيوخ القبائل المسلحة تسليحا جيدا الذين انضموا في الأسبوع الماضي إلى المظاهرات ضد النظام. لكن الآن فإن هؤلاء المشايخ قد خطفوا ثورة الاحتجاج. إن أبرز خصوم صالح هو الشيخ القبلي حميد الأحمر. حميد، الذي يُعتبر من أثرى أثرياء اليمن، بدأ في تصدير خطاباته بشعارات مثل "الديمقراطية"، وهي علامة ظاهرة تكشف عن استعداده لاستغلال الاضطرابات الحالية وتوجيه ضربة قوية لعرش صالح. في إحدى المقابلات معه، قال حميد: "بعض الناس يعتقدون أنني قادر على أن أكون في الرئاسة، فهل يمكن أن يناسبني هذا المكان؟". من الناحية التاريخية، تعاملات حميد متميزة بأنها اقل ديمقراطية وأكثر ارتباطا بحقوق القبائل والواقعية السياسية. يقول مراقبون إن حميد يحشد إخوانه وأقاربه المتمتعين بالنفوذ والمكانة الجيدة من أجل الاستيلاء على السلطة، عن طريق فصلهم من وظائفهم مع النظام وإعادة تجنيدهم إلى جانبه. إن انشقاقات آل الأحمر عن النظام تجعل من حميد أقوى: بحيث تقدره على تجميع ميليشيا مسلحة موالية له من رجال القبائل على وجه السرعة. لكن لا يزال أحد أشقائه مرتبط مع صالح: صادق الأحمر، شيخ مشايخ أقوى القبائل في اليمن، قبيلة حاشد. إن وجهي الصراع، صالح-حميد، ربما قد أثار مخاوف إحدى السفارات الغربية في اليمن على الأقل. فيوم السبت، وجهت السفارة البريطانية في صنعاء رسالة عبر الموبايل إلى جميع البريطانيين في اليمن تدعوهم إلى مغادرة البلاد. في تجمع كئيب عُقد في صنعاء قال السفير البريطاني جوناثان ويلكس لمجموعة من البريطانيين أنه ينبغي عليهم أخذ هذه النصيحة "بجدية شديدة". وقال السفير البريطاني: "نحن في وضع يمكن أن يُدشن في أي وقت. الوضع السياسي وصل إلى طريق مسدود، كان هناك تدهور ملحوظ في الوضع السياسي من وراء الكواليس، وليس هناك فرصة للحوار". وقال السفير إن التوترات بين حميد الأحمر والحزب الحاكم مشدودة جدا، مضيفا: "نصيحتي، كمسئول عنكم، غادروا فورا". لقد كان رفض الرئيس لمقترح المعارضة أقل من مهذب. فمكتب صالح أصدر بيانا باللغة العربية يقول فيه إن المقترح، النقطة الرئيسية التي كانت فيه هي تنحي الرئيس خلال الأشهر التسعة القادمة، كان "غامضا وغير واضح"، متهما المعارضة بمخالفة الدستور. إن المشهد اليوم يتجه نحو صالح في صراعه للحفاظ على دعم القبائل، لكن ما هو واقعيا أن الانشقاقات تخلق رئاسة أضعف بكثير عما هي الآن. إن الفراغ الناتج في صنعاء سيسمح لحميد الأحمر ومشايخ طامحين آخرين أن يتصارعوا فيما بينهم وبين صالح من أجل السيطرة على الحكومة المركزية، وهي الركائز الأساسية لحرب أهلية
*صحيفة التايم البريطانية
وليفر هولمز
ليس هناك اتفاق في اليمن! 1645