جعلتنا الأحداث الأخيرة والتي حدثت في بعض الدول العربية من تخريب وتكسير ونهب وإضرار بالمصالح العامة، جعلتنا نشعر بأن هناك من لا يحب وطنه، بل هناك من يحقد على وطنه والتخريب والتكسير والإضرار بالمصالح العامة ليس إلا دليلاً على ذلك.
ورغم جرائمهم البشعة من حق الوطن إلا أنهم يرددون شعاراتهم الكاذبة والمزيفة في حب الوطن، فهل التخريب والتكسير والنهب وإشعال الحرائق والإضرار بالمصالح العامة يأتي ويكون ممن يحب وطنه؟!، إلا إذا كان حب الوطن بالنسبة لهم هو بهذه الطريقة وبهذا المفهوم!.
إن المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات السلمية المعبرة عن رفض أو انتقاد لسياسة من السياسات أو خطأ من الأخطاء أو السلبيات هو حق من الحقوق المكفولة لأي مواطن، ولكن سنجد من يندس بين المطالبين بحقوقهم محاولين استغلال تلك المسيرات السلمية لممارسة السرقة والسلب والنهب وممارسة التخريب والإضرار بمصالح الوطن.
أكره الشعارات الكاذبة التي سرعان ما تكذبها الأفعال والتصرفات التخريبية، نريد حباً حقيقياً ولم لم تتضمنه شعارات، فما دام هناك حب حقيقي فهذا يكفي ونقول لكل المتحمسين والمنقادين بعفوية لمطالب وإدعاءات أو إملاءات مندسة وخبيثة مزيفة أن يجعلوا الوطن ومكتسباته ومصالحه خطاً أحمراً لا يمكن نتجاوزه أو السماح بتجاوزه مهما كانت الإدعاءات.. وأين كان مصدرها ومرددها، فالوطن هو بيتنا الكبير الذي يجب أن نحبه ونحرص ونحافظ وندافع عليه، علينا أن نتعلم كيف نحب وطننا ونعرف واجباتنا تجاهه.
إن على المتظاهرين والمحتجين بالطرق السلمية أن يقفوا بحزم ضد أي مندس في أوساطهم أو مشوه لمسيراتهم السلمية وحقوقهم ومطالبهم المشروعة، لأن أمثال أولئك المندسين المخربين هم أعداء للوطن وأعداء للمطالبين بحقوقهم المشروعة بالطرق السلمية، وما دخولهم في أوساط المتظاهرين ليس إلا وسيلة يمارسون من خلالها التخريب والنهب والسرقة والإضرار بمصالح الوطن ونهب ما يمكنهم نهبه والسطو عليه من ممتلكات عامة أو خاصة، نرى و نسمع شعاراتهم لا للتخريب لا للإضرار بمصالح الوطن والمصالح العامة، ثم نراهم يخربون وينهبون!، فعلى أي شيء يدل هذا الذي يحدث منهم؟، يرددون دائماً اسم الوطن، هم لا يفكرون فيه أبداً ولا يحرصون على مصالحه وليس للوطن أي مكان في قلوبهم أو عقولهم، ليس موجوداً إلا في أطماعهم وحساباتهم الشخصية.
فهل نعتبر الوطن أهم وأكبر مني ومنك ومن الجميع؟!، هل نراه كذلك؟!، هذا هو ما نحن بحاجة إلى سؤال أنفسنا به الآن ودائماً، كي نعرف حقيقة أنفسنا وحقيقة شعورنا تجاه وطننا الحبيب.
زايد منصور الجدري
الوطن فوق كل الاعتبارات 2016