في يوم الجمعة الماضية "25" من فبراير شهد ميدان التحرير وكل الشوارع المجاورة له مسيرة كبيرة لمناصري "فخامة الأخ الرئيس"، وكما تعودنا من حزب المؤتمر قدرته على حشد مسيرات يسميها بالمليونية على الرغم من أن هذه الجموع من المتظاهرين هم من جميع التشكيلات والألوية العسكرية والأمنية المرتدين للزي المدني والقادمين من جميع المحافظات لكي ترفع شعار "بالروح بالدم نفديك يا..." وكل هذا يتم بطرق يعلمها البسطاء من الناس ناهيك عن العارفين بخبايا الحزب الحاكم.
مسيرات مليونية لكنها لا تستمر لأكثر من ساعة على أكثر تقدير يصرف فيها ملايين الريالات من خزينة الدولة وذلك كله يتم للاستعراض أمام اعتصامات الشباب اليمني الثائر في كل المدن المطالب بإسقاط النظام إلا أن الجديد في مسيرة الحزب الحاكم في هذه الجمعة هو أداء صلاة الجمعة في ميدان التحرير الذي استولى عليه الحزب منذ أسابيع بنصب مخيمات فارغة من بعض فاقدي المأوى وقد قام منظمو هذه المسيرة بإحضار صهاريج للمياه لخدمة حجيج التحرير الذي توضوا ليتصنموا أمام أحد خطباء السلطة الذي كان يعدد مناقب وخصال صاحب الفخامة ويعدد منجزاته ووصفها بالمعجزات وبينما كان صوته يملأ تلك الساحة كان هناك خطيب آخر يعتلي منبر مسجد النهرين القريب من ذلك الميدان ولا يفصله عنه سوى بضعة أمتار كان صوت الخطيب هناك يدوي في سماء الحرية ويسمع كل فئات الشعب اليمني حقيقة هذه الأنظمة الظالمة التي ستسقط وتحاكم وتموت دون أن ينفعها حراسها وعسسها ، ستسقط لممارستها الظلم والاستبداد.
فهل يا ترى سمع أو قرأ الحزب الحاكم كل الخطبتين وفرق بين الخطبة الأكثر صدقاً والخطبة الأكثر نفاقاً ولو عن طريق عسسه ومخبريه.
عبدالرحمن النجار
مليونية الحاكم تكشف الحقيقة 1747